إقرأ مفتاح نظرية المعرفة الإنسانية والكونية عن طريق عملية التعلم وهذه المعرفة والعلوم مرتبطة باسمه تعالى كونه موجد مكونات العلاقات ( الفيزيائية والكيميائية والبيولوجية والفسيولوجية .الخ) التي تربطها ببعض، حيث أشار التنزيل الحكيم الى هذه العلاقات بخلق الإنسان من علق التي مفردها علقة وجمعها علائق وعلق هنا جمع الجمع فالإنسان مجموعة من العلاقات السابق ذكرها المرتبطة ببعضها البعض بأ جهزة جسم الإنسان (الجهاز الهظمي، التنفسي ، الدوري . الخ) بنظام فريد ودقيق لم يتسنى معرفة كل تفاصيله.
وأكد التنزيل الحكيم الأمر ( إقرأ ) مرة اخرى لأهمية ذالك وربطه هنا بالكرم الربوبي حيث جعل هذه العلوم والمعارف لكل الناس ولكل الديانات ومن يتبع سُنن الله وقوانينه يكتشف هذه العلوم والمعارف ويُطوعها، ووضح التنزيل الحكيم مدماك وأساس العملية التعليمية التي هي(إقراء) (بالقلم) حيث علم الإنسان بالقلم والقلم هنا لا يعني أداة الكتابة وإنما يعني أداة(التقليم) التمييز
(ذَٰلِكَ مِنْ أَنبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ ۚ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ) آل عمران ٤٤.
هنا أقلامهم أدوات تُميز كل واحد منهم، وهكذا فإن العين تُقلّم ( تُميّز) الألوان والأذن تُقلّم ( تُميّز) الأصوات وبهذه المنهجية عَلّم الله الإنسان ما لم يعلم.
هذه هي أسس نظرية المعرفة الإسلامية التي أتت في بداية سورة العلق وبها ميز الله الرسالة المحمدية وميز رسوله الأعظم بأن أعطاه مفاتيح العلوم والمعارف في التنزيل الحكيم والتي بموجبها يستكمل الإنسان دور الإستخلاف بالعبادة الكاملة بإعمار الأرض بالعلوم والمعارف وطاعة الله بالشعائر والشرائع والقيم التي ميزت المؤمنون من أمة محمد تحقيقاً لقوله تعالى ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) الذاريات ٥٦.
آن لنا أن نعرف كيف نقرا ونتعلم ونُقَلّم ونُميز (فإقراء) بداية عصر ما بعد الرسالات ونهاية وختم الرسالات وهذا ما ميز رسالة رسولنا الأعظم سيدنا وحبيبنا محمد عليه الصلاة والسلام وميز أمته بشهادتها على الناس.
أين نحن اليوم من العلوم والمعارف والإستخلاف والطاعة والعبادة؟
بغيبة الفهم الحقيقي تخلفنا وسبب غيبة الفهم تمسكنا بالفقه الذي هو فهم بشري ارتبط بزمان ومكان وبمعرفة ذالك الزمان وأدواته فالمعرفة اسيرة أدواتها ونحن اسرى تلك المعرفة وزمانها وأدواتها هذا هو سبب تخلفنا وصراعاتنا ودمائنا التي سُفكت وتُسفك.