الثورة الجنوبية لا يقلل منها أفواه فارغة وعقول خاوية أن تنتقدها أو تسخر من مسيرتها النضالية باسكتشات تثير الضحك بين مدراجات الجمهور .. وتثير شفقة الملايين من الجنوبيين على ما آل له بعض الشخصيات الشمالية من إعلان العداوة على مرئ ومسمع دون مراعاة لا إي دماء قد سفكت من اشقائهم في الجنوب ، فبرغم علم كل مواطن شمالي بالجرح الذي لازال في قلوب الجنوبيين منذ الفتوى التكفيرية الأولى في حرب صيف 94م إلا اننا نرى هناك تجديد للفتاوى بشتى الطرق فاطلاق الفتاوى على شعب الجنوب لا يقتصر على رجل الدين ... ولكن أصبح مجال مفتوح على من ضاق صدره من الجنوبيين ومطالبهم وسئم ثورتهم وصبرهم .
كان بالأمس للديلمي دور في أثارة الكراهية بين صفوف مستمعيه من الشماليين والتحريض الواضح الصريح على قتال الجنوبيين وردهم إلى الدين على حد قولهم واعتبار الجنوب دولة يتم فتحها جهاداً ونصاً يقول (إذا في قتلهم مفسدة اصغر من المفسدة التي تترتب على تغلب العدو علينا فإذا كان إجماع المسلمين يجوز قتل هؤلاء المستضعفين الذين لا يقاتلون فكيف بمن يقاتل ويقف ويحمل السلاح ...فلا أتعجب أبدا بأن نزعة الكراهية لازالت تسكن بعض النفوس الضعيفة التي ربطت الدين بالوحدة لكي تستجذب المواطن اليمني البسيط قليل الرؤى والنظرة الواسعة الذي يكتفي بأن تخبره بما قال الله وقال الرسول ليكون إلى صفك دون ادنى علم منه في صحة الخبر! .
جسد الفنان فهد القرني شخصية اليمني الجاهل المستعبد من شيخ قبيلته في مسلسله الرمضاني *همي همك* ولكن جسد دور أكثر جهل ورجعية على أرض الواقع عند قيامه باسكتش تمثيلي يتحدث بها عن حال اليمن ويصف الثورة الجنوبية بسخرية ويؤكد بقوله إن الوحدة الصلاة السادسة ! فإذا كان اتفاق حبر على الورق بين دولتين أصبح ارتباطاً مباشر مع الله ونقضه ورفضه أو فك الاتفاق هو نقضنا للصلاة السادسة المستحدثة جديدة الذكر على أذان كل المسلمين , مجهولة القبلة وعدد الركعات ! فكيف لنا أن تجمعنا طاولة حوار ونقاش مع عقليات لا ترى الحق إلا من منظور ضيق .
علامات الاستفهام تدار حول هذه الشخصيات العابثة في حديثها ليس فقط على حريات الشعوب ولكن المتطاولة على الله سبحانه وتعالى ايضاً ,دون ادنى شك لدي إن الفطرة لا تقبل هذا الهراء فكيف يعذر المثقف المسرحي الفنان والكاتب الذي قد يتفوه بهذه الهرائات المثيرة للشفقة التي اخسرته جمهور كان يحترمه ويشاهده ويحظى بشعبيه واسعة والاهم انه خسر قيمته كانسان !!.