هو في مُسمى القرابة خالي ، إنما صديقي المُقرب على أرض الواقع ، كلّ فارق السن الّذي بيننا ليس شرطاً في علاقتنا الغريبة ، و لأنهُ قرر أن يأخذني هذهِ المرة لصلاة الجمعة معهُ ، إذاً عليه أن يتعامل معي وفقاً لصداقتنا ، ويتنظرني ساعة إضافية لأكون جاهزة ، ثم يُصبح مرافقي عند التصوير ، ثم عليه أن يُصلي بالبيت لأنهُ هناك سيكتفي بمساعدتي ،،
_ خالووو .. أعطيني الذاكرة الثانية بصور فيديو ..
_خالووو .. ممكن العدسة الكبيرة ! ،
ويشرب هو من كأس الصبر ، عموماً أنا لا أحتمل نفسي ، لذا أحسدهم
على محبتهم لي ، أقصد بذلك أهلي الكرام !! ،،
ماعلينا ،، في إنتظارنا أنا وخالي للباص كانت كلّ السيارات المتجهة من المعلا مُحمله بالأعلام الجنوبية ، وكذا هي الباصات ، بعد طلوعنا في " باص " ركابهِ يجلسون فوق بعضهم من الزحمة ، شباب ، وكبار سن ، و ثلاثة أطفال كان المفترض أن ينزلوا في أول الشارع ، ولكن بعد الحوار الّذي دار في الباص بين رجل من هيئتهِ أعتقد أنه في الخمسينات من عمرهِ ، يتحدث بلكنة أهالي المناطق الوسطى ، مع إثنين من شبابنا المُتحمس ، الّذي تأخذهُم الوطنية إلى سُبل الصراخ عند النقاش .
قرر الأطفال الثلاثة السير للصلاة ، وبحمية ، وبلهجة عدنية ، قال المشاغب الجالس أوسطهم : أمشي .. أمشي ياباص بنروح الساحة ، على أيش حنا جنوبيين !! ،،
الحماس الجنوبي هذا ، لا يُثار إلا حين يأتي غريب ، ويبدأ بتحليل الواقع الجنوبي و يبث كمية كبيرة من جرعات اليأس في شبابنا ، حسناً .. حتى و إن تقاطعت أفكارنا معهُ ، مع ذلك سنرفضها ، فقط لأنهُ ليس جنوبي ، أو جنوبي ولكن ليس من أوساط تلك الحشود ، هكذا نحن ! ،
عموم الحديث الّذي دار ، ككلّ الأحاديث المكررة بين من كبُر في عصر الإنقلابات ، ولا تحسُن ذاكرتهُ تذكُر شيء عدا " يناير " ، و إن بدأت النقاش معهُ ، يقاطعك بكلّ برود مذكراً إياك أنك لازلت طفل في عام 94 ، لذا لا تُفتي في ماقبلهُ ، و يلوح بيدهِ بإستحقار ، قائلاً أمضي تغسل الأجداد لك دماغك ، و تحكي لك كانت عدن ، وكان الجنوب ،
بعد صراخ من هُنا وهناك ، كنت أنا الفتاة الوحيدة بينهم ، و الصامتة الوحيدة ايضاً ، نزل العجوز اليائس من الباص ، و تنفس الصعداء كلّ الجالسين ، وبدأو نقاش حضاري آخر يختلف عن كلّ التوتر السابق ، وكلّ النقاش كيف هو الجنوب القادم ؟ ، هذا يُبدي رأيي ، وهذا يُعطي فكرة ، أقسم أني شُحنت بطاقة أمل بعدها كبيرة ، نعم يا سادة من المعلا إلى خور مكسر فقط يحدث كلّ هذا ، نسقط إلى وحل اليأس ، ونُرفع مجدداً إلى أعلى أسقف الأمل ! ،،
ومن خور مكسر إلى المعلا ، طريق عودة إلى البيت ، وإلى وحل اليأس أيضاً ، هذهِ المرة كان النقاش جنوبي جنوبي ، هُناك خيام تُريد الرحيل عن الإعتصام ، لأنها ترفض شلال ومن معهُ ، وتجنباً للصدام سترحل ، كان هناك من يقول بأن الصدام خير من الرحيل ، وهناك من يقول الرحيل خير من الصدام ، ونعم يا سادة ، من أعلى أسقف الأمل إلى وحل اليأس مجدداً ، صمتوا جميعاً ،،
وهمست في أُذن خالي بحرقة : جيبني مرة ثانية .. بس لما يموتوا القيادة !!