غادروا عدن فورًا… حين تهرب الحكومة وتسقط الدولة ويُدفن وهم 2015

2025-12-20 20:53
غادروا عدن فورًا… حين تهرب الحكومة وتسقط الدولة ويُدفن وهم 2015
شبوه برس - خـاص - عــدن

 

قراءة في دلالات الانسحاب السياسي من العاصمة المؤقتة

 

شبوة برس – خاص بقلم الكاتبة والباحثة السياسية د. فيروز الوالي

تناولت الكاتبة والباحثة السياسية د. فيروز الولي، في قراءة سياسية عميقة، دلالات قرار مغادرة الحكومة عدن، معتبرة أن ما جرى لا يمكن فهمه كإجراء أمني عابر، بل بوصفه لحظة سقوط رمزي للدولة، وانكشافًا كاملًا لوهم إدارة المعركة من الخارج. وأوضحت أن الانفصال لا يبدأ دائمًا بإعلان رسمي أو علم جديد، بل قد يبدأ بقرار إداري بارد يُفرغ العاصمة من مؤسساتها، ويترك الميدان لمن بقي ثابتًا على الأرض.

 

وقالت الولي إن أخطر ما في هذا القرار هو البعد النفسي الذي يكشف ذهنية حكم قائمة على الهروب لا على الصمود، حيث يتحول البقاء إلى مخاطرة، والمغادرة إلى ما يُسمّى “حكمة سياسية”، وهي عقلية أدارت الدولة لسنوات من الفنادق والبيانات، لا من الميدان. واعتبرت أن الدولة لا تُدار بعقلية إخلاء مبانٍ، ولا تُحفظ السيادة عبر الطائرات.

 

وفي البعد الاجتماعي، رأت أن مغادرة الحكومة عدن تمثل انسحابًا من العقد الأخلاقي مع المجتمع، وتوجيه رسالة قاسية للمواطن مفادها أن من يملك القوة على الأرض هو الدولة الفعلية، أما من يملك الشرعية فلا يملك سوى الخطاب. وبهذا، تُستكمل عملية تآكل الثقة بين الناس وما تبقى من فكرة الدولة.

 

وأكدت الكاتبة أن عدن ليست موقعًا إداريًا يمكن التخلي عنه، بل رمزًا سياسيًا وثقافيًا، وأن من يغادرها طوعًا يفقد أخلاقيًا حق الاعتراض على أي أمر واقع لاحق. سياسيًا، اعتبرت الولي أن القرار مثّل خدمة مجانية للمجلس الانتقالي الجنوبي، إذ شرعن السيطرة وأسقط توصيف “التمرد”، لا بفعل عبقرية سياسية، بل لأن الخصم غادر الملعب.

 

وحول وهم تكرار سيناريو 2015، شددت الولي على أن المقارنة مضللة، فالمعادلات الإقليمية تغيّرت، والمجلس الانتقالي ليس خصمًا للتحالف، ولا يشكل تهديدًا للأمن القومي السعودي، ما يجعل الانسحاب إعلان تراجع لا تمهيد حرب.

 

واختتمت الولي بالقول إن الدولة التي تهرب من عاصمتها تُدفن وهي على قيد الحياة، وإن السياسة لا تعترف بمن ينتظر الخارج، بل بمن يبقى في الميدان ويتحمل مسؤولية القرار.