تقرير أميركي يطرح الجنوب العربي شريكًا استراتيجيًا للأمن الإقليمي

2025-12-21 11:32
تقرير أميركي يطرح الجنوب العربي شريكًا استراتيجيًا للأمن الإقليمي
شبوه برس - خـاص - عــدن

 

قراءة في تقرير معهد هادسون وتداعياته على مستقبل المنطقة

 

شبوة برس – خاص

رصد محرر شبوة برس تقريرًا حديثًا صادرًا عن معهد هادسون الأميركي، أشار فيه إلى أن الهدوء النسبي في البحر الأحمر وخليج عدن لا يعكس استقرارًا حقيقيًا، بل يمثل مرحلة انتقالية محفوفة بمخاطر التصعيد، في ظل مقاربة دولية للأزمة اليمنية قائمة على افتراضات لم تعد صالحة للواقع.

 

وأوضح التقرير، الذي اطلع عليه محرر شبوة برس، أن أدوات الردع الدولية تآكلت أمام تنامي قدرات جماعة الحوثي المدعومة من إيران، ما وسع نطاق التهديد لخطوط الطاقة والملاحة الدولية، بالتزامن مع غياب سلطة مركزية قادرة على ممارسة وظائف الدولة. ولفت التقرير إلى أن مجلس القيادة الرئاسي فشل في فرض النظام سياسيًا وعسكريًا، ما جعل المحافظات المحررة مكشوفة أمام فراغ أمني متزايد.

 

وأشار التقرير إلى أن مجلس القيادة، الذي تم الترويج له بوصفه فرصة أخيرة لإنقاذ الدولة اليمنية، أثبت هشاشته نتيجة الانقسامات الداخلية، وغياب القرار الموحد، وفقدان النفوذ على الأرض، إضافة إلى تراجع ثقة الشارع، معتبرًا أن استمرار الرهان الدولي على هذا الإطار يعني فقط إطالة أمد الأزمة وتوسيع نفوذ الحوثيين وشبكات الإرهاب والتهريب.

 

في المقابل، يبرز الجنوب العربي بوصفه الطرف الأكثر جاهزية ليكون شريكًا موثوقًا، في ظل امتلاكه سيطرة فعلية على الأرض المحررة، ومؤسسات أمنية منظمة، وإرادة سياسية معلنة، وقاعدة اجتماعية مانحة للشرعية، إلى جانب سجل ميداني في مواجهة الحوثيين والتنظيمات المتطرفة. ورأى التقرير أن هذه المعطيات تشكل أساسًا لدولة قابلة للحياة، لا مجرد كيان سياسي ناشئ.

 

وخلص التقرير إلى أن الاعتراف بدولة الجنوب العربي لا يمثل تفكيكًا فوضويًا لما يُسمى باليمن، بل استجابة واقعية لانهيار منظومة سيادية لم تعد قائمة، ويفتح المجال أمام شريك مسؤول قادر على تأمين مضيق باب المندب وخطوط الملاحة والطاقة، وتقليص نفوذ إيران والحوثيين، وبناء منظومة أمن إقليمي قائمة على المصالح المشتركة، وتوحيد الجهود في مواجهة الإرهاب والتهريب.

 

وأكد التقرير أن سؤال المرحلة لم يعد مرتبطًا بالحفاظ على وحدة كيان منهار، بل بمدى قدرة المنطقة والعالم على تحمّل استمرار فراغ أمني وسيادي، مشيرًا إلى أن الوقائع على الأرض تفرض ضرورة وجود شريك جديد يمتلك الشرعية والقدرة والمصلحة، وهو ما يجعل دولة الجنوب العربي الاتحادية المرشح الواقعي والأبرز لهذا الدور.