حـضور ‘‘ الأيام ‘‘

2014-11-23 14:12

 

الذي يقرأ الافتتاحيات والمقالات التي كان يكتبها مؤسس وعميد «الأيام»الأستاذ والإعلامي الكبير والشهير محمد علي باشراحيل، رحمة الله عليه، والتي تعيد «الأيام» كل يوم خميس نشر بعض مما جاء فيها في صدر صفحتها الأولى، في زاوية (من أقوال عميد «الأيام») سيجد أنها لا تخلو من قضايا البسطاء والمضطهدين والمظلومين، ومن القضايا المصيرية التي تهم البلاد في ذلك الزمن، إذ كان متحرراً من عقدة الخوف في كل ما يكتبه، فلم تهمه ولم ترهبه سلطة الاستعمار، ولا جبروتها ولا قوتها، لأنه كان يؤمن أن الصحافة مهنة مقدسة، وأن الوقوف إلى جانب الحق له شأن عظيم عند الله عزَّ وجلَّ.

 

لهذا سخر صحيفته «الأيام» منذ إصدارها الأول في عام 1958م لقضايا المظلومين والبسطاء وعامة المواطنين، ولأوجاع البلاد وتبنيها والدفاع عنها.. وبذلك نالت «الأيام» ـ ومازالت - سمعة طيبة، وانتشارا واسعا وشعبية كبيرة لا تضاهى بين القراء، وفي أوساط المواطنين بمختلف توجهاتهم وثقافاتهم وبيئاتهم الاجتماعية والسياسية، وهي الصحيفة الأولى في البلاد، دون منافس، التي تباع “دون مرجوع”، ووصلت نسخ أعدادها المطبوعة - في السنوات الأخيرة - إلى أكثر من (70) ألف نسخة في اليوم، ومازالت على هذا النحو من الانتشار والنجاح والشعبية الواسعة في طول البلاد وعرضها، وفي الخارج أيضاً بعد أن استأنفت إعادة إصدارها، منذ بضعة أشهر من هذا العام 2014م، بعد إيقاف قسري يعرف الجميع قصته.

 

ويحسب لـ«الأيام» تبنيها للقضية الجنوبية منذ لحظة إعلانها في عام 2007م، ولم تحد عن ذلك قيد أنملة، إذ قامت وتقوم (وهذا ما يلاحظ في كل أعدادها اليومية) بالتغطية الواسعة والسخية لنشاط وفعاليات الحراك الجنوبي بمختلف مكوناته، وتحملت بسبب هذا الموقف المنحاز إلى شعب الجنوب والقضية الجنوبية الكثير من المتاعب والمعاناة والتعديات والاستهدافات.. وكل القراء والنخب السياسية والمثقفة والمنظمات المدنية وعامة المواطنين في الجنوب والشمال معاً على اطلاع بتفاصيل هذه المآسي التي لحقت بـ«الأيام» وبناشريها الأستاذ الكبير المرحوم هشام باشراحيل والزميل العزيز الأستاذ تمام باشراحيل - أطال الله في عمره ومتعَّه بالصحة والعافية ـ وبأسرة باشراحيل وأبنائهم جميعاً، مثلما سبق وطالت نفس المعاناة والمتاعب والدهم مؤسس وعميد «الأيام» الأستاذ المناضل المرحوم محمد علي باشراحيل، أكان في عهد الاستعمار أو في المرحلة التي تلت نوفمبر 1967م وخروجه وأبناءه وأسرته قسراً من عدن.

 

ستظل «الأيام» مكافحة، صامدة في الطريق الذي اختاره ورسم معالمه عميدها المؤسس، وسار وما يزال يسير فيه من بعده أبناؤه وأحفاده الشباب الإجلاء.. وهي طريق البسطاء والمضطهدين تتبنى قضاياهم وقضايا الوطن والأمة والانتصار للحق والحقيقة، بلا تردد ولا خوف، تستمد قوتها من حضورها بين أوساط الناس جميعاً، ومن شعبيتها بين القراء في الداخل والخارج، وهذا هو سر نجاحها، الذي ينبغي أن تحافظ عليه في كل الظروف والأزمنة.

 

وندعو إلى حملة تضامنية مدنية وسياسية واسعة مع حارسها الأسير أحمد عمر العبادي المرقشي، المعتقل في سجون صنعاء ظلماً وعدواناً، للمطالبة بفك أسره، وهذا أقل واجب إنساني نحو «الأيام» التي أعطت كل شيء ولم تأخذ أي شيء، ورغم هذا هناك من لا يزال يحاربها في الخفاء والعلن، لكنها منتصرة..

والله المستعان!.