المسئولية الأخلاقية تجاه شعب الجنوب

2014-11-17 11:51

 

لا يمكن لأي مكون من المكونات السياسية الجنوبية أن يُعفى من المسئولية الأخلاقية والأدبية تجاه شعب الجنوب وقضيته العادلة.. ونعني بالمسئولية أن تتمثل هذه المكونات وقياداتها المتطلبات النضالية للقضية الجنوبية على نحوٍ مشرف وفاعل، والإيمان الخالص بها، وأن تترك جانباً خلافاتها ومؤثرات الماضي المشؤوم، والنزعات الأنانية فيما بينها.

 

فشعب الجنوب لا يريد مكونات وقيادات تحسن كتابة البيانات والشعارات، وتجيد إلقاء الخطابات الحماسية، إنما يريد مكونات وقيادات تخدم قضيته المصيرية بنزاهة ونكران ذات، بعيداً عن نزعات الأنانية السياسية، والتمترس القبلي والمناطقي والقروي، أو التستر خلف (الشعارات العدمية) غير الواقعية، التي سبق أن جربتها حركات كثيرة في بلاد العالم وفشلت، وقال عنها ـ من واقع التجربة ـ الزعيم الكوبي فيدل كاسترو: “إن من يقفون وراء الشعارات العدمية هم الانهزاميون، والحركات والثورات التي يقودونها تنتهي دائماً بالفشل”.

 

المكونات والقيادات الجنوبية الآن أمام مفترق طرق، فإما أن يقودوا شعب الجنوب بمسئولية ويتصدَّروا قضيته بكل ثبات وحكمة وعقلانية، والدفع بها إلى الأمام لإيصالها إلى ساحة المجتمع الدولي لكسب تعاطفه من أجل الحرية والاستقلال وتقرير المصير، وإما أن تترك الأمور لمن لديه الاستطاعة أن يقوم بهذه المهمة الوطنية الكبيرة تجاه هذا الشعب الذي يتجرع كل يوم المآسي والويلات والظلم والجوع والقتل والترهيب والإهانة في أرضه، بسبب (الوحدة الهلامية) التي انتهت في يوليو 1994م.

 

ساحة الاعتصام (الحرية) في خورمكسر بعدن، وساحة الاعتصام في المكلا بحضرموت، هما محل اختبار الآن لقيادات الحراك والقيادات الجنوبية في الداخل والخارج، فهل تحسن هذه القيادات استغلال هذه اللحظة التاريخية، لتقوم بواجبها الأخلاقي والأدبي تجاه شعب الجنوب وقضيته العادلة، وصولاً إلى الاستقلال وتقرير المصير واستعادة الدولة، أم أنها ستظل تراوح في مكانها (محلك سر)، كذاك الذي يسبح في بحر من تراب، يظنه ماءً؟!!.

 

الأيام القادمة ستفرز الكثير، وستقدم إجابات لكثير من الأسئلة، حول مسار القضية الجنوبية، مازالت غامضة.. ولعل عودة بعض القيادات الجنوبية إلى الداخل تتجه في هذا السياق.. والله من وراء القصد.

*الأيام