الـكـويـتـيـون يـؤازرون شـعـب الـجـنـوب

2014-10-30 13:59

 

تقوم منظمات المجتمع المدني في الكويت الشقيق هذه الأيام بمجهود شعبي واسع ونشط، للتعبير عن التضامن والمؤازرة الأخوية الصادقة مع شعب الجنوب المقهور، المطالب بالحرية والاستقلال.. ويعد هذا المجهود خطوة إيجابية تجسد وشائج الأخوة وصلة القربى، بين شعبي الكويت والجنوب الشقيقين، وهذا ليس بجديد على الكويتيين مطلقاً، فهم معروفون بحبهم للجنوبيين، واعتزازهم بانتمائهم القومي العربي، والشواهد كثيرة ولم تعد بخافيةٍ على أحد.

 

والجنوبيون كذلك يبادلون أشقاءهم نفس المشاعر والمواقف، ولنا أن نتذكر هنا أنه أثناء الغزو العراقي للكويت الشقيق كانت قلوب الجنوبيين مع أشقائهم وإخوتهم الكويتيين في هذه المحنة التي حلَّت بهم، ولو كان الغزو العراقي للكويت قد جرى قبل تحقيق ما تسمى بـ “الوحدة” بين الجنوب والشمال، لكانت دولة الجنوب حينها قد وقفت علانية بكل ثقلها وإمكانياتها، وحتى بقوتها العسكرية إلى جانب شقيقتها (دولة الكويت)، وعمل شعب الجنوب والمنظمات المدنية في الجنوب ـ آنذاك ـ بكل الوسائل والإمكانيات المتاحة للتعبير عن التضامن والتآزر مع شعب الكويت الشقيق المكلوم، ومازالت في أذهاننا صورة ذلك الجهد المدني والشعبي الشجاع والجسور والكبير، الذي قامت به اللجنة الشعبية لمناصرة شعب الكويت في هذا السياق، التي كان يترأسها الأديب والكاتب والشاعر المناضل الكبير عمر عبدالله الجاوي - رحمه الله رحمة الأبرار، وانخرطت فيها منظمات مدنية جنوبية كثيرة إلى جانب شخصيات اجتماعية وأدبية وفكرية ومثقفين وإعلاميين وغيرهم.

 

الجنوبيون سيظلون يعتزون أيما اعتزاز بمواقف دولة الكويت وشعبها الشقيق، والوقوف إلى جانبهم منذ الاستقلال وإعلان الدولة في الجنوب في نوفمبر 1967م، ولا يمكن لنا أن ننسى تلك المشاريع الضخمة التي قدمتها دولة الكويت الشقيقة، وقادتها (آل الصباح) الأقحاح لدولة وشعب الجنوب، وبالذات في قطاع التربية والتعليم والصحة العامة: بناء المدارس والمستشفيات والمصحات النفسية، والتي شملت كل محافظات الجنوب، وهي ماثلة للعيان في عدن ولحج وأبين وشبوة وحضرموت، التي كانت تقدم عبر (هيئة الجنوب والخليج العربي) التي كان يرأسها العروبي الجهبذ الأديب والشاعر الكبير الراحل السيد أحمد محمد زين السقاف، عم زميلنا الكاتب الخلوق د.هشام محسن محمد زين السقاف، فقد كان للأستاذ أحمد السقاف دور كبير في تحقيق هذه المشاريع على الواقع، التي كان يتابع تنفيذها شخصياً، من خلال زياراته التي كانت تتم بين الحين والآخر، وقد كان لي المشرف أن أجري معه (مقابلة صحفية) في صحيفة (صوت العمال) في منتصف السبعينات، حينما زار الجنوب للاطلاع على سير تنفيذ هذه المشاريع عبر (مكتب دولة الكويت) بعدن.

 

تحية لشعب الكويت الشقيق هذه المؤازرة مع شعب الجنوب وقضيته العادلة، وعلى الأخوة الجنوبيين ومكوناتهم السياسية والمدنية أن يكونوا على مستوى المسؤولية الوطنية والأخلاقية تجاه قضية الجنوب وشعب الجنوب، وأن يخلعوا عنهم رداء الخلافات والمماحكات والمناكفات، وأن يظهروا كباراً أمام الأشقاء والأصدقاء، وأمام شعوب العالم أجمع، فكفى انقسامات وتشتت وافتراق..

والله المستعان.

* الأيام