يحل عيد الأضحى المبارك علينا، وتباشيره بدأت تفوح وتلوح في الأفق، وعلى ذكر العيد لازم نذكر (كبش العيد) لأن الشيء بالشيء يذكر، وعيد بلا (كبش) ماشي عيد، والعيد عيد العافية..!. قولوا يا جماعة الخير قررَّنا كلنا اللي في البيت أنا وعيالي التسعة ـ ما شاء الله - نشتري (كبش العيد)، كما جيراننا اللي جنبنا وعيب الناس كلهَّم يعيدَّوا على (لحمة) ونحن نعيَّد على (صانونة هوى) ونقنع أنفسنا أنها (صانونة لحم) هذا عيب في حقنا لازم نقع كما بقية الناس..!.
قررت أهب (سيلة الغنم) في دار سعد بعد أن شليت كل ما في حيلي وميلي من (بيس) وتسلَّفت على ظهر المشاهرة وعلى بركة الله، ركبت بابور إنجيز وقلت للدريول ساني إلى سيلة الغنم، وهناك شفت العجب، الكباش تقول (امباع) وأسعارها تنطح نطيح، وأنته يا مشتري يا فصيح حط يدَّك في كيس شميزك واسحب البيس كلها، الرأس من الكباش قيمته ما تنقص على (خمسين ألف ريال) وأقل شيء كبش يمشي على دهفة مكركب مكرمح قيمته (ثلاثون ألف ريال)، ريال ينطح ريال، لا حطيته في الميزان ووزنته بيجي وزنه كما الدجاجة (أبو سبعمائة ريال)!.
البيس اللي معي يا صحابي كلها بكلها (خمستعشر ألف ريال) شليتها سلف كما قلت لكم، لا زايد ريال ولا ناقص ريال، درت في السيلة لما دوخت، محد قرا لي خطي ـ على قولة المثل ـ والسوق مزرور ومشطن تشطين، وأسعار الكباش نار زايد على اللازم، قلت لواحد دلال: ليش أسعار الكباش نار فوق ما يتصوره العقل؟. قال يا عاقل أنته مش داري فاعل نفسك أهبل، البترول والديزل زاد، وكل شيء معاهم زاد وين أنته عايش في المريخ؟! ابتسم أنته في اليمن معاك (باولة وبيستين) قلت تبا كبش!. قلت له طيب لما سعر البترول زاد أيش للكباش وأبو أبو الكباش وأمهاتهم من دخل في هذه الزيادة، شو هم يوكلوا ويشربوا بترول وديزل، عيب عليكم ياجماعة الخير، وراكم هكه، دوختوا بنا، كله على ظهر البترول، خافوا من الله قليل.. قال: شوف يا عاقل.. يا غشيم خلينا نحسبها تمام، العلف حق المواشي اللي نسميه (قصب وحشيش) زادت قيمته ضعفين، لأن الزراعة تمشي على مكاين، والمكاين تمشي على بترول وديزل، والكباش لما زاد سعر البترول والديزل خرجوا مسيرة وطالبونا نحنا الدلالين أن نرفع سعرهم، وإلا قالوا بايقطعوا (التريق) على ما تقولوا (الطريق) وزادوا حلفوا يمين.. محد يقدر يذبحهم، أو حتى يقرب لا عندهم، خلاص ونحنا تجاوبنا مع مطالبهم المشروعة، ماشي نبا مشاكل ولا وجع قلب، ورفعنا سعرهم، الآن افتهم لك، وإلا مكانك غشيم؟. والله تبا الحق ما افتهم لي شيء خلاص بطلنا نشتري كبش.. وخرجت من السيلة واكتفيت بأخذ صورة للذكرى وأنا بجنب الكبش، بعدما حطيت فوق راسي الكوفية الزنجباري والمشدة، ولا كماها (العمامة العبدلية) وبعد الصورة قمت بتسجيل صوت الكبش وهوه يقول (امباع) وقلت في نفسي يا كبش من يشتريك؟. خليك للذكرى يكفيني بس أني أتصورت معاك، وسجلت صوتك في التلفون، وأنته تقول (امباع) منشان عيالي يفرحوا قليل!!.
رجعت البيت وعيالي منتظرين للكبش، قالوا (وين الكبش) يا أباه؟ قلت لهم في التلفون. قالوا: أيش من تلفون هذا با يدخل داخله الكبش عاد الله با يراجعك يا أباه؟!.
فتحت لهم شاشة التلفون وشافوا صورة الكبش وشافوا صورتي معاه، وقالوا متى تصورت مع الكبش؟ قلت لهم قبل قليل، الكبش شوفوه قدامكم وفتحت لهم سماعة التلفون وسمعوا صوته وهو يقول (امباع). قالوا : طيب ليش ما تخرج الكبش من التلفون؟ قلت لهم: لا خرجته من التلفون با يسرقوه، والسرقة هذي الأيام كما تعرفوا زادت، حتى الكحل يسرقوه من عيونك، أحسن الكبش يجلس له في التلفون إلى بعد العيد، بعدين با نذبحه على راحتنا، ماشي قفانا حاجة تشغلنا، وكل تأخير فيه خير، وعيدكم سعيد يا حبايب.. وكل عام وأنتو بخير..!.
( الموضوع كتب قبل يوم العيد)
* الأيام