حضرموت.. حين يتحدث التاريخ بصوت مسموع وفصيح

2025-04-29 05:46

 

منذ الساعات الأولى التي تلت اختتام فعالية المكلا الكبرى؛ التي أقيمت عصر يوم 24 أبريل الحالي؛ بمناسبة الذكرى التاسعة للانتصار التاريخي الذي حققته النخبة الحضرمية البطلة على تنظيم القاعدة الإرهابي؛ وتضامنا معها وتحت عنوان "حضرموت أولا "

 

فقد تفاعل عدد كبير من السياسيين والإعلاميين والصحف والصحفيين ونشطاء شبكة التواصل الاجتماعي - باستثناء الإعلام المعادي ومأجوريه - وحظيت كذلك بتغطية مناسبة في كثير من القنوات العربية؛ ومازال الحديث عن هذه المناسبة الحضرمية - الجنوبية - مستمرًا وسيبقى في تقديرنا خلال الأيام القادمة؛ وقد تعددت تعليقاتهم وتوصيفاتهم لهذا الحدث الاستثنائي العظيم.

 

وقد أجمعت الأغلبية منهم على الإشادة بنجاحها وسلميتها ودرجة تنظيمها وبالرسائل التي حملتها هذه الفعالية غير المسبوقة في التاريخ السياسي لحضرموت.

 

وأريد أن أشير هنا وبصورة مركزة على الحدث بالنقاط الست التالية:

 

أولا: لقد أقيمت الفعالية بناء على الدعوة التي وجهتها القيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي في حضرموت؛ ولهذه الدعوة دلالتها ومضمونها السياسي والوطني الواضح الذي جسد ثقة القائمين على الدعوة بتفاعل أبناء حضرموت ومن كامل مدن ومناطق المحافظة بساحلها وواديها وصحرائها؛ وقد كانت ثقتهم في محلها تماما.

 

ثانيا: عكس هذا الحضور الجماهيري غير المسبوق شعبية ومكانة وحضور المجلس الانتقالي الجنوبي بين أوساط الناس في حضرموت؛ ومن أنه يتمتع بحاضنة شعبية طاغية في كل حضرموت ومن مختلف الفئات والشرائح الاجتماعية على تنوعها وتعدد مصالحها.

 

ثالثا: إن حضور مثل هذا الحشد لهو دليل على اقتناع الناس بمشروع الانتقالي ورؤيته الخاصة بشأن النظام السياسي القادم لدولة الجنوب الفيدرالية المنشودة؛ وهو ما يحتاج لمزيد من الجهد والعمل وطنيا وسياسيا واجتماعيا؛ وعبر آلية وطنية مناسبة وفي إطار عمل جبهوي واسع وشامل يتم التوافق بشأنه.

 

رابعا: لعل نجاح فعالية الانتقالي هذه في حضرموت وبالصورة التي تمت بها؛ فإنه يمكن البناء عليها وتمنحه القدرة على التحرك السياسي الفاعل مع بقية القوى والأطراف والشخصيات الوطنية المختلفة في حضرموت وبما يمكنه من بلورة رؤاه وسياساته المقرة؛ وتعطيه فرصة للحوار والتفاهم مع تلك القوى والأطراف وعلى قاعدة الحرص والمسؤولية؛ وبما يجعل من التوافق معها على مختلف القضايا التي تخص مكانة ودور حضرموت في المستقبل أمرًا مقبولا من الجميع؛ وينطبق ذلك أيضًا على كامل الساحة الجنوبية وحيث يتطلب الأمر ذلك.

 

خامسا: لقد انعكست بوضوح لغة الحكمة والدعوة للحوار والتصالح ونبذ العنف في ميدان العلاقات الوطنية والسياسية؛ في البيان الصادر عن الفعالية وكذلك الحال في بقية الكلمات الرئيسية التي ألقيت في المهرجان؛ وهو ما يتطلب من قيادات الانتقالي وبمستوياتها المختلفة؛ ترجمة ذلك وبروح وطنية مسؤولة؛ فلا سبيل لوحدة الصف الوطني الجنوبي غير الحوار والتوافق وبناء شراكة وطنية متينة عادلة وشاملة.

 

سادسا: حضرموت وبكل ما تملكه من إرث تاريخي وحضاري عظيم؛ وبما تتميز به من صفات الحكمة والوسطية الحميدة ومن كنوز الثقافة والأدب والفنون؛ تبقى المؤهلة وبجدارة لأن تحمل دولة الجنوب القادمة اسمها؛ ولقد سبق لنا وأن عبرنا عن ذلك وبتعبيرات مختلفة وفي أكثر من مرة منذ عدة سنوات.