ما يجري من تدهور للخدمات في محافظات الجنوب يُعد عارًا في جبين أعضاء مجلس القيادة والحكومة الشرعية، حيث تعيش مناطق مثل عدن وبقية الجنوب أوضاعًا خدمية ومعيشية متدهورة للغاية، تتجلى في انقطاع الكهرباء لساعات طويلة، توقف المستشفيات، وانهيار العملة المحلية، ما أدى إلى احتجاجات وغضب شعبي واسع.
المسؤولية عن هذا التدهور تقع بشكل أساسي على عاتق مجلس القيادة والحكومة الشرعية، إلى جانب المجلس الانتقالي الجنوبي الذي أصبح شريكًا في السلطة، حيث يُتهم بعض المسؤولين بالانشغال بمواقعهم وسلطتهم على حساب مصالح الناس، وغياب الشجاعة الأدبية والأخلاقية في مواجهة الأزمات، ما تسبب ليس فقط في فشل إدارتهم بل وفي كارثة إنسانية لمن هم مسؤولون عنهم.
الفساد في قطاع الكهرباء والخدمات، أصبح ملف معقد ومتجذر، يشمل شراء وقود رديء، عقود مشبوهة، وإهدار المال العام، وتسهيلات غير قانونية لصالح نافذين، ما جعل أي حلول ترقيعية غير مجدية أمام حجم الكارثة.
الوضع الحالي يُظهر أن أزمة الخدمات ليست مجرد فشل إداري، بل نتيجة تراكمات من الفساد، الابتزاز السياسي، وتبادل الاتهامات بين الأطراف المتشاركة في السلطة، مع غياب أي حلول جذرية أو تحمّل فعلي للمسؤولية.
د حسين لقور بن عيدان
.