لست من الرافضين لإدارة الأزمات السياسية والمجتمعية بالحوار بين الفرقاء أو المتصارعين، ولا أرى فى البحث عن حلول وسط أو مخارج توافقية جريمة تستحق العقاب بتخوين مرتكبيها والتنكيل بهم إعلامياً، إلا أن الحوار كأداة لإدارة الأزمات، وبالأخص الحوار الجنوبي الجنوبي بعد انتفاضة شعب الجنوب لنيل استقلاله، يحتاج كى ينجح لتوفر مجموعة من المقومات الأساسية.
أولاً:إعتراف كل قوى وفصائل الحراك الجنوبي بانتفاء قدرتهم (حتى إن رغبوا) على إقصاء أو إلغاء بعضهم بعضاً ومن ثم التسليم المتبادل بالوجود وبضرورة تلاحم كل قوى الشعب الجنوبي والبحث معاً عن كيفية تفعيل الحراك الجنوبي لؤتي أكله (( التحرر من الاستعمار )).
ثنياً: إدراك كل قوى وفصائل الحراك الجنوبي أن استمرار عمليات الاستقطاب كلا في إتجاهه يهدد المصلحة الوطنية للجنوب ككل
ثالثاً: تيقن كل فصائل الحراك الجنوبي من أن الوفاق فيما بينها سيحقق لكل منهم أهداف القطاعات الشعبية المساندة له وأهمها تحقيق النصر للجنوب بالتحرر من الاحتلال اليمني الغاصب المرهون بمدى الالتزام بالمصداقية الشفافية والعلنية الكاملتين وقواعد عادلة (تؤخذ القرارات بالتوافق أو بالتصويت بالإجماع فبين القوى الجنوبيه دون مغالبة أو اقصاء لأي منهم بما يترجم على الأقل جزئياً أهداف ومصالح جميع قوى وفصائل وكيانات شعب الجنوب المحتل، خلال التعامل بفاعلية مع ملف القضية الجنوبية بروح الفريق الواحد والعمل على تصحيح مسار القضية دوماً بما يضمن استمرار شعور جميع قوى وفصائل الجنوب بكونهم أطرافاً في القضية ويقارب بينهم وبين التوصل لنتائج تخدم حراك الجنوب السلمي،
ولست في الحالة الجنوبية ، من أنصار تكليف أو أختزال فصيل معين لنفسه بإدارة قضية شعب الجنوب وإشعار بقية القوى أن الجنوب وقضية النضال من أجل تحريره حكراً لأطراف دون أخرى ، ففى هذا إحياء غير مرغوب فيه لدور الشمولية والاقصاء .
إذا تم التعامل مع قضية الجنوب بما ذكر ، سيتحقق للجنوب اعتراف دولي وأقليمي بوجود ثورة شعبية لعامة شعب الجنوب ونضال شعبي جنوبي من أجل نيل احقيته في تحديد مصيره دونما وصاية أو فرض بالإضافة الى تحقق الطمئنينة للجنوبيين أن لاعودة لانتاج الماضي بسياسات وممارسات الحكم الاستبدادية الفاشلة و المرفوضة ، .
عاش الجنوب أرضا وشعباً والخزي والعار لدعاة الفرقة والشتات بين ابناء الجنوب الحر.