لقد كانوا يعون المشكلة " إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض" ويدركون حلها "فهل نجعل لك خرجا على أن تجعل بيننا وبينهم سدا" بل ويملكون مفاتيح الحل وأدواته "خرجا، ...، أعينوني بقوة ، زبرالحديد ..
ولكن كان هناك شيء ما يمنعهم من التطبيق لا أدري ما هو؟؟؟ وهم بأنفسهم من قام ببناء السد بعدها !!! أفلا نتعظ؟؟؟ حتى متى ننتظر ذو القرنين يأتينا لنخبره أننا نحتاج سدا وهاهي مواد بنائه ونحن سنبنيه ؟؟؟
أفلا نفقه قولا ؟؟؟
نحتاج العودة إلى الجذور بالتقصي والمعرفة، لا سيما نتحدث عن ثورة فيها تغيير جذري فيما يتعلق بالنسق المعنوي.
ولا بد أن ننسجم مع الطبيعة طبيعتنا نحن وطبيعة ما حولنا.
الإنسان يعاني من اضطراب جسدي ونفسي واجتماعي بل ويعاني من انقطاع رحم ونفور ما بينه وبين الطبيعة الحية بكل كائناتها!
لا أرى مخرجاً إلا عبر ثورة على مفاهيم العصر المادية الاستهلاكية، وهذه الثورة تتجاوز حدود التنظير، وهي ثورة حكيمة ومتروية في خطواتها الجريئة.
هي ثورة لإعادة ملامح الهوية الإنسانية أولاً والهوية الثقافية لكل شعب ثانياً، وشعبنا نحن تحديداً.
الإنسان العاقل الحُر..كيف يكون حُراً وهو بلا إرادة وبلا عزيمة..مسحوق الإرادة أمام شهواته التي أصبح عدوه مالكاً وسائل إشباعها.. ونفسه الأسيرة أصبحت العدو الأول والأخير له.
ثورة وعي.
ثورة على ما تحويه الخزائن من أكفان بشتى الأشكال والخامات والألوان..في وقت وجب علينا أن نلبس فيه ملابس الحج..وفقط! وسيأتي هذا اليوم..قريباً.
ثورة على الإعلام القذر والمُخدِّر بكل أنواعه.
ثورة على القيم الوضيعة والأخلاق الدونية بتسويق القيم والأخلاق السامية.
ثورة على التلوّث بتسويق النقيّ.
ثورة على أنفسنا..فقط أنفسنا.
تلازماً هي: ثورة على منظومة الباطل لإحلال منظومة الحق محلها.
يبدو تنظير أليس كذلك؟! ليست المشكلة انه يبدو تنظير، المشكلة الحقيقية عندما توضع الحلول بين أيدينا، فنتعرّى أمام أنفسنا..لنرى بشاعتها..لأننا سنبدأ بخلق الأعذار كي لا نكون من الثائرين ومعهم !
الحل العملي والواقعي: ثوري (سيقال عنه جنوني) وجذري منسجم مع ما شاء الله وأراد للإنسان الكريم؛ بأن يحيا حُراً من الدنيا له سبحان الحق الواحد.
الحل العملي والواقعي: أن نبدأ نحن في الإعداد.
ولا تقلقوا..الثورة هذه هي ثورة سلمية جداً، لن نقول فيها قاطعوا..لن نقول فيها انتهوا..لن نقول فيها اللعنة عل الظالمين! بل سنقول تواصلوا..افعلوا..السلام على أهل العدل والسلام.
ما يهمني أن يتذكره الجميع..أني أعي وأنا أكتب أنَّ الخطوات تبدأ صغيرة..إلا أن الرؤية حتى يتشرّبها كياننا لا بد أن تكون متسعة وعميقة (استراتيجية)..وهي كذلك..فلا تنسوا الخطوات وتستكثروا على أنفسكم سعة الرؤية وعمقها..فلن نحصد بين ليلة وضحاها..والأثر الجميل سنحصد طعمه ما أن نبدأ بأولى الخطوات.