إن تحركات القوى الخارجية في الجنوب تؤدي الى إستخلاص التوافق بين بعض دول الخليج وعدداً من الدول الغربية بإشراك عناصر جنوبية لفرض واقع تشطيري داخل الجنوب ,ذلك الواقع ظل على مدى عقود من الزمن حلم يراود بعض الدول في المنطقة , وكما تعتقد قوى فاعلة في المشروع ان شرط النجاح مرهوناً بإيصال كافة القوى والمؤسسات في الجنوب الى نقطة ألا عودة مع أوضاع مواتية تتصف بالضعف في الميدان وفي ساحات الثورة السلمية في كل مكان وعلى وجه الخصوص الضغط على الحراك في الداخل باستخدام اساليب مختلفة أهمها تجفيف منابع السيولة كتكتيك وليس سلاحاً ففي ظل تلك المخاطر الني تحوم حول الجنوب هناك قوى أخرى لم تخف نواياها ومصالحها في الجنوب وهي الأخرى تختبي تحت عبايات جنوبية شانها شان بعض دول الخليج التي تقدم مصالحها وهو حق مشروع لها ولكن المؤسف كيف ولماذا عناصرالملحق السري من الجنوبيين هم الأدوات لتمرير تلك المشاريع ؟
* اللواء جعفر محمد سعد
لندن /07 01/2012م
* باحث في الشئون العسكري والإستراتيجية
* محافظ عدن الحالي
- إنتهى
عدن حاضرةً في العيون وأقصى مدن الجنوب وحاضرة على امتداد ساحلها وفي كبريات حواضرها في ابين وفي الضالع وفي شبوة وفي حضرموت وفي لحج وفي المهرة وعلى سفوح وطننا وقضيته العادلة تلتقي كوادر النضال كلها في صميم الجنوب تتحدث وعن أهل الجنوب وتضحياته ووجوب إكتمال النصر تتكلم فبين صفحات النضال الناصع لغة واحدة تؤكد أن الجنوب حاضرا وكأنه القاسم المشترك يجمع كلمة شعب الجنوب عليها وتوحد صفوفهم نصرةً له وجُل شعب الجنوب يعرف عن أبناءه ومصدر الهامهم كما يعرف الجنوبيون عن بلدهم وجدية إستعادة دورهم ووجودهم السياسي قبل أيام وصل إلى الضالع مجموعة من الكوادر العلمية وقادة الفكر والتنوير في زيارتهم المهمة لتلك المحافظة وقفوا كثيراً للحديث عن الجنوب وصمود ومقاومة أهله وشعبنا العظيم بكل أطيافه الفكرية والعلمية تجتمع على معجزات وتقدم الجنوب على ما سواه ومن أجل نصرة شعبنا يقدمون التنازلاتِ لبعضهم لتبقى ذاكرة وطننا هي الصفحة الناصعة التي يلتقون عليها منذ سنين عندما كان يكابد شعبنا الصعاب ويواجه التحديات في سبيل عيش كفافٍ كريم في الجنوب كانت فوهات المجنزرات موجهة نحو صدورهم العارية لذلك يرى الجنوبيون نصاعة قضيتهم وصفاء العاملين لها وإخلاص الساعين من أجلها ويرون أن المستقبل لهذا الشعب وإن طال وأن الحق الجنوبي إلى عودة وإن اعترضته صعابٌ وعقبات في الجنوب حتى من ابناءه ومن كانوا الجدار الصلب يدافعون باقلامهم عن مظلومية هذا الشعب وحقه العادل اليوم يشعر الجنوبي أن شعبه مازال مصرا ومثابرا في إستعادة حياته وهويته وأن الخير فيه مازال مخبوءاً وأن جمر الشعب تحت الرماد ولم ينطفئ وأنه ينتظر الوقت الذي يتقد فيه من جديد قوةً وعزماً وإقتداراً ليستعيد الحق ويحرر الوطن ويتم النصر المؤزر ويعيد المشرد والمنفي والملاحق إلى ديارهم ووطنهم الذي شكل يوم 7/7/1994م بالنسبة للشرفاء وصمة عار في تاريخ الانسانية منذ أن لجأ الاستعماريون إلى أستخدام أبشع الوسائل المميتة لإبادة الانسان الجنوبي المسالم وما نتج عن ذلك من تغيير للحياة والعيش. ومع انبلاج ليل الاقتتال مرة أخرى في لب المدنية والتقدم الحضاري "الجنوب العربي "وعاصمته عدن رمز التعايش الديني ونبض الانسانية الجياشة تدفقت موجات الفوضى على اعتاب مداخل حدودنا السابقة بعدما صال وجال قطاع الطرق في المدن والقرى وصاروا اسياد الوغى لولا المقاومة التي غرست عنفوان صمودها بتراب أرضها الأصيلة لكان كذلك .. عندها لم يبق إلا امتشاق عباب البحر واقتحام أسوار دول الجوار لنعيش في الشتات والمنافي المريرة ما كان في سجل الاحلام أن ترحل صورة عدن ويأكل البحر بكل شراسة ضوء الشمس وتحاصر عصابات الحوثي صالح أماكن حياتنا وتفخخ الارض موتا لكن عنف السياسة وعنجهية تتار العصر وتآمر صفوان على محمد وجز رأس الحسين رمز الصمود والإباء كلها كانت وقود معركة خاسرة. أرادها الغرب الاستعماري لتقسيم الفتات الناشئ بعد انكشاف عهر مصطلح الوحدة أو الموت وزيف تعايشها.. وما محصلة هذا الاندثار الارثي المقيت والمذهل إلا نتيجة للعنة الاقتتال الطائفي الهوياتي –الماضوي الذي اشتد لهيبه بعدما فشل حلم الانتقال الديمقراطي والمضي بالعملية السياسية نحو الدولة المدنية في اليمن حيث عجز "الحطام المفتوح" عن ولادة نماذج سياسية جديدة تلبي تطلعات الشعب في الشمال وأحترام إرادة شعب الجنوب في حريته واستقلاله فالمؤمن لايلدغ من الجحر مرتين والله الموفق .