لو إن كل القادة كلهم يعملون بإخلاص وتفان وجهود متعاونة ومتواصلة وبهمة وطنية منذ أن أنتهى العدوان لكان الجنوب اليوم يعيش حالة من الرخاء والانتعام والشعور بالأمن والأمان على الأقل ولا نقل في بحبوحة من العيش وتفاخراً بين مكوناته وأطره السياسية في معدلات ونسب خدمة قياداته ومسؤوليه لشعبهم ووطنهم بدلاً من حالة الضياع والتشضي ووضع العصي في دواليب النجاح ليس هناك من لايعرف عن كون الجنوب يمثل قلب الحضارة الانسانية النابضة وإذا لم يخلق الشعب في بلده قيما حضارية لم يبق أمامه الا أن يشيع فيها الخراب والوحشية .
الشعب بجميع شرائحه مؤهل لخلق القيم المثلى وتعميمها على شتى ارجاء وطنه أما إذا تخلى عن هذه المسؤولية اسرع الخراب اليه وأصابه في مقتل قد لانخلوا من المشاكل والارتباكات ولاشك بأن المخلوق ولدت معه المشاكل والاختلاف بين الرفض والقبول والعناد والمساومة على اسس المنطق عولجة ضمن دوائر التجزءة والتحليل بعيداً عن القفز على الاخر وطبعاً التفاوت وفق ما يقبله العقل بعيداً عن الحقد لاستيعاب افكار المضاد ونقد الذات أي الاقتراب من مصالح الحوار بدل تشتيت الناس وخلط توجهاتهم .
لقد دأب البعض من السياسيين ومنهم من يتقلد آلان رأس هرم السلطة بغرس نصالهم في أعماق الوطن تحت ذرائع زائفة لامصداقية لها على أرض الواقع فبدلاً من العمل لتوثيق عرى المحبة من أجل صيانة الهدف الذي نناضل من أجله وحماية نسيجه الاجتماعي من التفتت والحيلولة دون خلق حالة من التصعيد والتي ستؤدي الى خسائر واضرار كبيرة بمصلحة البلد لاسيما العاصمة عدن أصبحنا نواجه التفجيرات والاغتيالات التي تعمق جراح الوطن ومشاعر الناس ولاشك أنها تستغل من قبل العصابات الارهابية والمدعومين من جهات تعمل لصالح قوى الشر والتي تلاقحت أهدافهم في داخل الحراك السلمي والمقاومة الجنوبية دون أن يشعر بها أصحابنا وقياداتنا ودون أن يمنعهم وازع وطني أو إنساني أو دين لانهم بعيدين منها ويصرخون بوجه كل مساعي إعادة الامن والاطمئنان للوطن الذي يعاني من مشاكل والام تراكمت عليه منذ سنوات.
إلى هذه اللحظة التي نعيشها لازال البعض لا ضمير له فالقتل وسفك الدماء يعد جريمة ضد الانسانية وإهتمام الإسلام بالنفس الانسانية وتعظيم جرائم القتل كفيل للإثبات بحق الحياة المقدس وهو حق ثابت لكل نفس في هذا الوجود مما يتطلب ضرورة المراجعة من قبل التشريعات الخاصة والمجتمع وليس الأمن والجيش وحده هو من يحارب هذه الآفات الذميمة الحاقدة لكي لا تصبح عادة وسبباً لنشر الجرائم واهتزاز السكينة العامة وعلى وجه التحديد في العاصمة عدن .
إن العملية السياسية في البلد بشكل عام تواجه مخاطر وتحديات كبيرة منذ الانقلاب والانقضاض على السلطة بالقوة وإلى الآن لأن بعض الكتل السياسية لاتريد لها التقدم رغم مشاركتهم في جميع منافعها وخيراتها وانما تحاول إرجاعها الى الوراء ولم يساهموا في اي مبادرة حقيقية لانهاء الازمات السياسية التي شهدتها وتشهدها البلاد بين حين واخر ولم تعمل من أجل تجاوز أي من التحديات التي تعترض نجاح العملية السياسية بالعديد من المطبات والصراعات منذ وقت مبكر وكان الهدف منها ومازال ابقاء الاوضاع كما هي وخصوصا في الجنوب ومحاولة تمزيق وحدة صفه والمزايدات الجديدة التي اخذت بعض الجهات السياسية تتحدث عنها في وسائل الاعلام الحقيقة ليست من باب الحرص على مصالح الوطن والمواطن وليس لها دوافع مشروعة بل انتكاسات وأزمات خانقة والإبحار في أدغال الدولة العميقة .
والله من وراء القصد