حضرموت ...جانحة جائحة

2013-07-27 20:34

في الأمثال الشعبية يقال ( التكرار يعلم الحمار) والحوادث التي شهدتها حضرموت مرارا وتكرارا ربما تفضي بنا الى أن مسألة التعلم من دروسها وأخذ عبرها بعيدة المنال لا لشيء إلا لأننا لا نريد أن نستوعب مآسينا ونتعلم دروسا منها تستنهض قوانا من أجل الخروج بنا الى فضاء رحب لحل مشكلاتنا القديمة العويصة..!!

 

الصراع البيني في حضرموت هو عنوان تشرذمنا ومعاناتنا الأولى في كل المصائب التي تحدق بنا وهو في القراءة التاريخية نذهب بعيدا الى إستجداء وليس إستدعاء الآخر البعيد على أنفسنا لنصرة ذواتنا المتضخمة في أناتها البليدة بكل ماحملته من غباء..!!

 

وليس هذا الكلام من قبيل جلد الذات ولكنه الحقيقة المرة التي من خلالها يجب علينا أن نتيقض لما هو واقع بنا ومايعتمل في واقعنا فكرا وممارسة ..!!

 

إن التباكي والتذاكي على حضرموت بكل مابجسدها من آلام وأمراض معضلة هو في حقيقة الأمر عند البعض إستثمارا لقدراتهم لتحقيق النصرة لذواتهم وليس إنتصارا على واقع الألم والمشكلات لها وطريقا لتخليصها منها لأن الحقيقة المرة تقول أن هؤلاء كانوا جزء من المشكلة وليس حلا لها وهو مايسعى هؤلاء الى زيادة إحتقان للمشكلات وإبراز ضعف حضرموت إتجاه ماهي فيه وعليه من مآسي متعددة ..!!

 

الحديث عن (شامبيون ون) في هذه الأيام هو حديث عن جانحة من جوانح عدة تعرضت لها حضرموت وهي بقدر ما هي فيه تأخذ الديمومة في مآلاتها وتحتاج منا نحن الأبناء لها في المعالجة على شكل حزمة وطنية تنويرية تثويرية واحدة تستنض معهاكل القوى والمكونات المجتمعية الصامتة والتي تحركها (الريموتات) من بعد إتجاه ما يجري لحضرموت...!!

 

لقد باتت حضرموت جانحة جائحة منذ ما يزيد على نصف قرن من الزمان وأهلها صامتون لا يحركون ساكنا على ما هي عليه وينظرون إليها بعين الشفقة وأيديهم مشلولة لاتصل إليها عن كل فعل للخلاص لها مما هي فيه ومع كل ذلك فأن خطوات كالتي بدت بإستحياء أتجاه معالجة قضية ( شامبيون ون) ربما بهمم الشباب تعيدنا الى رحاب الفعل الوطني التثويري الحضرمي من خلال حزمة من الأفعال الجديرة بالترجمة على الواقع وإعادة القطار الى سكته الحديدية وكل فعل مرهون بنتائجه ...!!

 

ولعل في إستغلال الإعلام بكل ماكينته المؤثرة داخليا وخارجيا هي أولى خطواتنا نحو العمل الحقيقي من خلال إنتقال هذه المشكلة الآنية في معالجتها الحصرية الى البحث عن معالجة الجنوح الكامل لحضرموت الأرض والإنسان ..!!

 

لا أدري وأنا أكتب من خارج حضرموت كيف تكون موقف الحركة الشعبية في إطار تفاعلاتها من هذه الحادثة الطارئة الناتجة عن إستهتار رموز النظام وأذرعه في العبث بكل مقدرات وخيرات حضرموت ونهبها جهارا نهارا وماقا له الدكتور سعد الين بن طالب وزير تجارة حكومة النظام إلا غيض من فيض في الأرقام الفلكية التي ينهبها المتنفذون في شركات النفط وما خفي كان أعظم وأفدح ..!!

 

الغريب أن حكومة النظام ناقشت الموضوع بعد استفحاله على إستحياء وقررت تشكيل لجنة تقصي الحقائق في الوقت أن الحقيقة ماثلة للعيان وتحتاج المعالجة السريعة تفاديا لما هو أعظم وكما يقولون تنذرا إذا أردت أن تميت قضية فشكل لها لجنة لبحثها و(مت يا حمار) ..

هكذا هي الحالة التي تمر بها حضرموت في كل كوارثها وتدار على طريقتهم المثلى وهي بكل معاني الجنوح والجيوح ستظل تعاني وتعاني الأمرين وليس لها إلا أهلها إذا أرادوا لها الخروج مماهي وهم فيه فهل نشهد حالة نهوض وإستثارة وإلا نظل في دائرة التباكي والتذاكي بالمشاريع الورقية عن حضرموت ..؟؟!!

 

ندعوا الله أن يحفظ حضرموت ويخلصها من هذا الجنوح والجيوح الذي هي فيه ومن سلبيتنا إتجاهها ..!!