الجنوب والمعارك الخطرة

2019-09-06 17:46

 

يمر الجنوب اليوم في أعقد وأخطر مراحل تاريخه السياسي المعاصر، إذ يواجه هجمة شرسة من ألد خصم له وهو الاحتلال اليمني الغاشم.

فمنذ اجتياحه في 7/ 7/ 1994م وحتى الفاتح من أغسطس 2019م، كان الجنوب قد تعرض لحرب إبادة جماعية بالمعنى العسكري والسياسي حتى كاد أن يفقد هويته التي استمات في الحفاظ عليها وإصراره على البقاء بها، بل وبعثها من جديد في معركة شرسة لإثبات الذات.

 

منذ بداية أغسطس 2019م، كان الجنوب على موعد في انتصاره القدري والأبدي على خصومه بعد بسط نفوذه على أرضه منذ حرب 2015م، فكان الغزو للاحتلال الثالث على محافظة شبوة الجنوبية تحت مسمى (غزوة عتق) بمثابة الضربة القاضية لأحلام الجنوبيين كما يتوهمون ولكنهم برغم جحافلهم التي حملت في عنوانها الإرهاب المشرعن قد انكسرت ومنيت بشر هزيمة لهم.

 

لم تنته المعارك مع العدو اللدود بعد، فهي مستمرة ويستميت في استمراريتها لأنها تعني له حياة أو موت ومشروعاً توسعياً لأطماعه في ثروات الجنوب.

إن من أهم المعارك الخطرة للجنوب اليوم هي:

 

- المعركة الأولى هي تصفية كل السموم التي قدمت معه في غزوة عتق، كما سماها من عناصر الإرهاب وميليشياته التي ظل يربي عليها لفترة طويلة لهذه اللحظة التاريخية من معركته التي وظفها بقذارة حتى حق لها أن تسمى معركة الإرهاب وتحتاج منا إلى جهد وصبر كبيرين في التقاطها من الجسد الجنوبي بعناية وتخليصه من سمومها.

 

- المعركة الثانية تتمثل في طرد المحتل من كل شبر من أرضنا الجنوبية وتأمين حدودها، بل وإقفالها مؤقتاً حتى ننتهي من معركتنا الأولى.

- المعركة الثالثة هي تأمين وتطبيع الحياة في جميع مناطق الجنوب وعدن على وجه الخصوص، وإشاعة روح السكينة في نفوس المواطنين حتى يشعروا بالأمن والأمان الذي افتقدوه طويلاً.

 

- المعركة الرابعة تتمثل في قطع واجتثاث روح المناطقية والعنصرية من نفوس أبناء الوطن الواحد وعكسها سلوكاً واقعياً في ممارسات القيادات الأمنية والعسكرية والإدارية والتعامل مع الجميع بمستوى واحد دون تمييز، والقضاء على هذه النظرة المقيتة وإشاعة روح التصالح والتسامح قولاً وفعلاً، والضرب بيد من حديد لمن يخدش هذا النسيج الاجتماعي الجنوبي الواحد مهما كانت منزلته.

 

- المعركة الخامسة هي معركة التشمير للبناء والتعمير وتطبيع الحياة المدنية، والبدء بتوفير الخدمات لما من شأنه إحساس المواطن بالتغيير نحو الأفضل ومحاربة الفساد الإداري والمالي الذي استشرى بكثافة بعقلية عفاشية موروثة والاهتمام بتطوير التعليم والصحة كشرطين لازمين لبناء الإنسان.

إن خوض هذه المعارك وانتصارنا فيها هي المقياس الحقيقي لانتصارنا، فلا تقل كل معركة عن الأخرى أهمية في التعاطي معها كمتلازمة واحدة في تحديد الأهداف وتحقيقها، مع الأخذ بسلم الأولويات في التنفيذ الصارم لها.

 

إنها تحديات ماثلة أمامنا وسلم أولويات يجب علينا اجتيازه بجدارة ووطنية وصبر ورباطة جأش وتعاضد ووحدة وطنية مجتمعية صادقة.

وفقنا الله جميعاً إلى تحقيق أهدافنا وتحرير أرضنا وإقامة دولتنا الفيدرالية العادلة.​