في ظل سخونة المشهد اليمني برمته وتصاعد حدته وبدايات رسم معالم التسوية النهائية على خارطته المتشظية شمالا وجنوبا بعد مرور حرب تجاوزت الخمس من السنين العجاف نجد أنفسنا نحن الحضارمة في هذه اللحظات الحرجة والمفصلية ندخل مدار التشتت والتشكيك لبعضنا البعض، ونأخذ على حين غرة يمنة ويسرة دون وعي ولا حنكة سياسية، وننفي ما هو مثبت لنا بمرجعيتنا التي بتنا ننقض غزلها اليوم.
لا أدري كيف أبحث للحضرمي العذر في البحث عن جديد بعيد والقريب المحقق بين أيدينا، وإن اختلف البعض معه في تشكيله أو تحديد هيئاته وقياداته، فالتوقيت الآن لا يسعفنا أن نهدم مبنى قائما ونعيد بناءه، فليس هذا من الحكمة أو السياسة في شيء إلا أن يكون حماقة وهي أعيت من يداويها.
اليوم نحن في وضع لا يحسد عليه في ظل هذا التشرذم الذي يلوح في أفق البيانات المتضادة التي تخرج عن دائرة الإيجابي من النقد لتصحيح الأخطاء، ولا أقول المسارات التي ينادي بها البعض.
إن إشكالية الالتزام بالنظم واللوائح المقرة في مؤتمر حضرموت الجامع والعودة إلى شرعية الهيئات المؤسسية هو ما ينبغي أن يقف عليه الجميع ويحتكم له، ونبتعد عن إدارتنا بالطرق الدكتاتورية المتسيدة على أموره، وهي آفة تولد الاستفهام والريبة وتخلق الانقسام بين الأعضاء، خاصة عندما تأخذ الأمور بهذه الطريقة في أعلا الهرم دون الرجوع إلى هيئاته تجنبا من مزالق الأخطاء في تحمل المسؤوليات.
إن الاحتكام للعقل والوعي الوطني وتغليب مصلحة حضرموت في كل ما يجري وما يدار من حوارات والتحدث بصوت حضرموت ومصالحها هو الأساس الذي يجب أن نلتقي عليه بعيدا عن التمترس تحت أحزاب أو مكونات ضيقة قريبة أو بعيدة منا، مع أن الأقربين أولى بالمعروف.
للذين لا يعون المرحلة ويسكبون مداد حماقاتهم في بيانات فارغة من المضامين الوطنية الحقة والجادة التي تقرب لا تباعد، وتأتلف لا تختلف، وتوحد لا تفرق، حتى يستقيم عودنا ونسير على ما حددناه طريقا لنا في خضم هذه المعمة وفق مخرجات مؤتمرنا الأول الذي أجمع عليه الكل وكان محل توافق منهم، فلماذا ننفي ما هو مثبت ونجتهد مع بينة وجود النص؟.. ذلك ما يمكن أن نؤسس ونبني عليه تطلعاتنا ونتخذ قراراتنا وفقه، إذا كنا حريصين على وحدة الصف الحضرمي من أجل حضرموت.