لا وجود لكلمة حب في الواقع اليمني وفي الحياة اليومية اليمنية، وهي إن وجدت تبدو لنا كلمة غريبة دخيلة غير قابلة للاستخدام.
يقول بعضهم إن الحب اختفى من حياتنا، ولكن متى كان الحب موجودا في حياة اليمنيين حتى يختفي؟!
يقول آخرون إن علينا كيمنيين أن نحب بعضنا البعض.. لكن من أين لنا الحب حتى نحب ؟
إن فاقد الشيء لا يعطيه ..ووحده الذي يمتلك الحب يستطيع منحه للآخرين أما من لا يملك فلا يستطيع أن يمنح .
والحب كما يعرفه الفلاسفة وكبار المتصوفة هو في صميمه عطاء لا أخذ.
لكن اليمنيين يجهلون لغة الحب.. لغة العطاء.
العطاء عندهم رذيلة والأخذ فضيلة، العطاء فقر والأخذ غنى ،العطاء ضعف والأخذ قوة.
واليمني إذا أحب يحب، أن يأخذ، أن يستحوذ ،أن يستأثر،أن يمتلك، يحب المال ، يحب السلطة، يحب السيطرة، يحب يكذب ، يحب يغش،يحب الرياء والنفاق والتزلف،يحب يحسد ويحقد ويدس،يحب يعرقل أي عمل جميل،يحب يدمر ويخرب كل ما بناه غيره، يحب يعارض لمجرد المعارضة، يحب يقطف الثمرة قبل أن يزرع الشجرة، ويحب يستأثر بثمرة عمل الآخرين، يحب نفسه .
إنه كائن أناني والأنانية هي جحيم اليمنيين .
وعلى حد تعبير الزميل – جميل أنعم – اليمني " لا يحسن شيئاً سوى حسد الآخرين ، وحبك المكائد والدسائس، وتنمية الضغائن والفتن، ونشر الكراهية، ونسف العلاقات ، وإذكاء الصراعات والخصومات وتخريب الثقة".
والحب عند اليمني –هذا إذا افترضنا أنه يحب- هو الوجه الآخر للكراهية.
*توضيح : دائما في كل مقالاتي وكتاباتي عندما أتكلم عن اليمني لا اقصد بذلك اليمني العادي البسيط الذي يكد ويكدح وينتج ويعيش بعرق جبينه، وإنما أقصد بذلك النخب اليمنية .. التي تعيش على جهد وعرق غيرها من القوى اليمنية المنتجة .