‘‘ طالبان المُشتركْ ‘‘

"الثورة الحقه لاترتبطُ بالحقد،ولاتقومُ على الكراهية والثأر، وإنماتحيا على الأمل"

(اندريه مالرو)

"الإهداء:إلى الأخوات :أروى عبده عثمان،هدى العطاس،ساره جمال،وغيرهن من الاديبات والناشطات اللاتي تعرضن للقمع في ساحة الحريه بصنعاء 2011م"

عبد الكريم الرازحي

-1-

طالبان المُشتركْ

خطفَ الثورةَ من دونِ انقلابْ

"ساحةُ التغيير" أضحت

ساحةً للاحتساب

ضربوا أروى"بحقدٍ

أمطروها بالسِّبابْ

أيُّ ذنبٍ ذنبُها؟

أسفرتْ عن حُلمها

حَلُمَت دونَ نِقابْ

-2-

من"بني خَطْفَان" نحنُ

نخطفُ السياحَ والساحاتِ

أحلامَ الشبابْ

كلما أطلقَ شابٌ حُلمهُ

أطلقوا كابوسهم في إثرهِ

أسقطوهُ من علٍ

منْ زهوهِ

مرَّغوهُ بالتراب

-3-

كانتِ الوحدةُ حُلماً ساطعاً

كفَّروها.. مزقوها بالحرابْ

حملاً كانت وديعاً، وحدهم

وحدويُّونَ،لهم بطشُ الذئابْ

خطفوا الدولةَ من أهلِ الجنوبْ

خطفوا الثروةَ من جيبِ الشعوب

خطفوا الثورةَ من جيبِ الشبابْ

-4-

كلّها الأحزابُ يا أروى صناديقُ، خوازِيقُ

وآلاتُ خرابْ

كلّهم في القمعِ شرقُ

كلّنا في ساحةِ الحُلمِ مُقيمونَ

نعاني الاغتراب

-5-

آهِ يا أروى.. تعبتُ من الحنينِ إلى الجمال

من التطلُّع للنجوم وللغيومِ

كمِ اتُّهِمتُ!

وكم فُجِعتُ!

وكم نُبِحتُ!

وكم تحرَّشَ بي القطيعُ!

وكم رُجِمتُ من الجميع!

تُرِكتُ وحدي

كلُّهم في السِّرْب

لي وحدي السَّرابْ

-6-

ليس لي حزبٌ سوى حزني

وبي حزنٌ على موتِ الشبابْ

كلُّ يومٍ يُقتلونَ ويَسقطونَ

من الوفاءِ لحُلمِهم

دمهم يسيلُ

الآخرونَ من الوفاءِ لطبعهم

يتهافتونَ على الدماءِ كما الذبابْ

-7-

هي سلطةٌ للقتلِ

تقتلُ شعبها

مشروعها.. قتل الشباب العاطلينَ

القتلُ يُنعشُ حزبها

والقتلُ يُشبعُ جوعها

والقتلُ يُلهمُ عقلها

والقتلُ يُرعبُ خصمها

والقتلُ أسهلُ، ويْلُها

والقتلُ أرخصُ عندها

من أيِّ تصريفٍ وتوظيفٍ لطاقاتِ الشبابْ

-8-

من أين يأتي الحقدُ يا أروى؟

لماذا يكرهونَ ، يُجوِّعون،يُخوِّنونَ

يُقتِّلونَ شعوبهم..

قتلَ الصراصيرِ الذباب؟

هل يَفلتونَ من العقاب؟

-9-

لستُ ثورياً

ولم أنزلْ إلى الساحاتِ يا أروى

هبطتُ إلى الجحيمِ بمفردي

وصعدتُ من قلبِ العذابْ

روحي مُطهَّرةٌ وصافيةٌ من الأحقادِ والأطماعِ

قلبي وردةٌ

سقطَ الحِجابْ

الذئبُ أصبحَ لي أخاً

أمشي .. وأحتضن الذئابْ

-10-

آهِ يا أروى ، وياأختي ،ويا أمَّ البناتِ الخُضْر

يابنتَ الغيومِ السُّمْر

ياأختَ السحابْ

أيُّ رعبٍ قدأصابَ الشعرَ؟

أيُّ بشاعةٍ؟

هذي الجريمةُ وحدُها

فوق الجرائمِ كلّها

فوق الجريمةِ والعقابْ

-11-

لم يعد للشعر يا أروى لسانٌ أو أمانٌ

أو مكانٌ

كان من قبلُ مُهاباً

يحسبُ الكلُّ لهُ ألفَ حسابْ

كان للشعرِ لسانٌ

قطعوها..

ورموها للكلابْ