‘‘الجنوبيون‘‘

2016-07-02 08:29

 

الوحدة ليست مجرد دمج علَمَين في علم , ولا هي عبارة عن دمج نشيدين في نشيد او دمج بنكين مركزيين في بنك مركزي واحد.

الوحدة كانت بوابتنا للدخول الى العصر ولبناء دولة النظام و القانون.

و الوحدة كانت فرصتنا الذهبية لنكون يداً واحدةً تبني وتعمّر لا ان تشحت و تتسول.

 

و بدلاًً من أن نظل نزايد بإسم الوحدة و نكابر علينا ان نمتلك الشجاعة الادبية و نعترف باخطاءنا كشماليين ونعتذر للجنوبيين و نتسامح منهم.

ذللك ان الوحدة التي يرفعها بعضنا الى مصاف القداسة

و يعتبرها فريضة شرعية وخطاً احمر هي اسوء و اكثر الخطوط سواداً في تاريخنا كله.

 

و لست ابالغ إن قلت ان وحدة النظامين او بالأصح وحدة الحزبين الحاكمين كانت بمثابة حكماً بالاعدام على اليمن واليمنيين.

فمنذ اليوم الاول لإعلان الوحدة بدأ الإنحدار و بدأ الإنهيار و بدأ الإنتحار:انتحار شعب و انتحار وطن .. انتحار حلم وانتحار امل.

 

فالمواطن الذي كان يرى في الوحدة بوابة المستقبل لأولاده يفاجأ انها بوابة للحرب و بوابة للنهب و بوابة للفساد .. بوابة للفقر والجوع و البطالة وبوابة جهنم .

اما بالنسبة لإخوتنا في الجنوب فقد كانوا اول ضحايا الوحدة واول من وقع في شباكها.

 

لقد كفّرناهم و خوّنّاهم وحاربنا هم و نهبناهم  واقصيناهم من الوظائف واخرجناهم من السلطة و من بيوتهم و من البلاد و ألحقنا بهم دماراً مادياً ومعنوياً لا يعلمه الا الراسخون في التكفير و في التخوين و الراسخون في الحرب و في النهب.

و بدلاً من ان نعتذرمنهم  و نتسامح ونطلب الصفح نعيد التخوين والتكفير و نهددهم بإعادة الحرب و بإعادة النهب.