الجنوب ... والحالة الثورية المطلوبة:

2013-06-15 05:11

 في الفعل الثوري اليوم الديمومة والرافعة السياسية هما مايجب أن يكونا عنوان المرحلة التي تحتاج منا إلى رفع وتيرة العمل السياسي والتنظيمي بشكل حصيف وبرؤية واقعية لكل ماتحمله المرحلة وما تمر به البلاد من تطورات خطرة تمس الحالة الثورية وتحاول الالتفاف عليها إقليميا ودوليا بالتواطؤ مع أذرعه النظام وهو مايجعلنا نتيقظ للمسألة هذه ونعطيها أبعادها الحقيقية عند الاشتغال وممارسة الفعل الثوري المستمر..!!

 

لقد دأب الكثير من قادة الحركة الشعبية في الجنوب اجتهادا منهم أن الفعل الأساسي لهذه الحركة الشعبية يرتكز على إقامة المهرجانات الشعبية التعبيرية عن الرفض المطلق للاحتلال ومع اجتهادهم هذا نجد أن القياس على الفعل الثوري بالنتائج منه ولا سبيل لأي عمل ما لم يثمر عنه نتائج ايجابية مرجوة محققة لأهداف وضعت من أجلها وهذا ما كنا نؤمله من قيادات الميادين عند كل عمل وهم يواجهون بفعلهم هذا المخاطر والصعاب من أجل إعطاء الديمومة للحالة الثورية حتى لا تخبو نيرانها ..!!

 

ما يمكن للمراقب فضلاعن المحلل السياسي أن يراه من هذه الحركة الشعبية وامتداداتها وطغيان الخطاب الوطني عليها باتجاه قضية وطنية عادلة هو وقوفها طويلا عند( الحالة المهرجانية)- إن جاز لنا التعبير- عنها دون الانتقال حتى في الفعل التغييري الثوري التعبيري منها إلى خطوات متقدمة على الأرض سياسيا واجتماعيا بشكل ولو موازيا مع هذه (الحالة المهرجانية) بحيث لا نظل نحن نعمل في إطار عمل مهرجاني مناسباتي فقط وتبقى القضية في ذات المربع الذي لاتبارحه على الدوام ..!!

 

من خلال ما حدث من أزمات طاحنة في الجنوب يخلقها النظام بقصد متعمد لأرباك الساحة الجنوبية وتشتيت قواها بعدم مواجهة حركتها الشعبية المتعاظمة والإحتكاك بها مباشرة من خلال تجنيد وتجيير وتأجير قوى على توافق معه في مصالحها أو بشراء ذممها بالمال وهو ما ينبغي التنبه والعمل المسبق للاستعداد له كتشكيل غرف طواريء عاجلة لتلافي هذه الامور مبكرا عند لحظة وقوعها وإحساس الناس بوجود مكونات قادرة على إدارة الأمور عندما تفقد السيطرة الإدارية للنظام بتعمد لخلق الفوضى كما حدث في أبين وما مؤشرات حدوثه في حضرموت منه ببعيد رغم وجود فوارق في خصوصيات كل منطقة المهم انه يجب أن يكون في حسابات هذه المكونات احتمالات أسوأ الظروف قبل وقوع الكارثة ..!!

كما يجب علينا أن نشكل غرف عمليات متابعة لكل من يتعرض من أبناءنا للموت او الاختطاف أو الإبعاد ألقسري أو الإرهاب الفكري بشكل قادر على خلق قوة ضغطه على النظام لفضحه أولا أمام الرأي العام المحلي والإقليمي والدولي والحد من تكرار هذه التصرفات وتوثيقها في المحاكم ومحاضر الضبط الجنائي مهما كانت انحيازها حتى لا تفلت من العقاب في قادم الأيام ..!!

 

إذن يجب التفكير في البدائل وهو الأمر المطلوب منا والانتقال إلى آليات فعل ثورية جديدة مهم جدا مع الإبقاء على هذا النسق الشعبي التعبيري الذي يواكب ويدفع القضية من حالة السكون إلى الحركة في مدها الثوري الشعبي العارم وهو ماتنادي به اليوم كل أطياف المجتمع لأن النظام أضحى يشتغل بأوراق قذرة ليصفي الملعب بمافيه أرضا وبشرا نحو إسكات كل الناس بتهمه المفضوحة والمكشوفة للتآمر على وطننا المنكوب والمحتل ..!!