عندما ينظرون إليهم رجال المخابرات الأمريكية وأعضاء الكونجرس حتماً أنهم سيدفعون باتجاه دعم القوات اليمنية المكرمة التي لم تقف عاجزة أمام مسلحي القاعدة الذين ينتشرون في أذهان هذه القوات وليس على أرض الواقع.
إن التمثلية والحرب الأفتراضية التي يخوضها الجيش اليمني في مدينة غايل باوزير كشفت اللثام عن فظاعة هذا الجيش ومدى تورطه في زرع هذه القاعدة التي أتت إلينا معلبة من العاصمة صنعاء.
لا يعقل على الإطلاق أن يقوم الجيش اليمني بطائراته ودباباته ومدرعاته ومصفحاته ومدافعه وصواريخه وفرقه العسكرية وألويته المسلحة وعناصره المدججة بالسلاح بشن حملة عسكرية آثمة ظالمة ضد مجموعة من ما يسمون بعناصر القاعدة والذين يبلغ عددهم (( خمسة اشخاص ))، على حد قول أهل المدينة !! إن الحملة العسكرية التي شنها الجيش على مدينة غيل باوزير كشفت الغطاء عن وطنية وشجاعة هذا الجيش وأكدت على أن الجيش هو المسؤول عن هذه العناصر التي تم زرعها من أجل إيجاد مبرر لقصف بيوت الناس والأهالي في المدينة والذين جلهم من مؤيدي الثورة الجنوبية .
لم أتفاجئ عندما أخبرني مصدر مطلع بأن معسكر الريان قام بإعطاء إجازة لجنوده قبيل الحملة بأيام قلائل ،وذلك بعد أن قام بتسليمهم معاشاتهم في خطوة نحو تمهيد الطريق أمام استيلاء القاعدة على غيل باوزير؛ إن هذه المعلومات تؤكد تأكيداً مطلقاً على أن هناك نوايا مسبقة لدى الجيش وجهات مسؤولة في الدولة لأن يعاودوا سيناريوا لودر وزنجبار في مدينة غيل باوزير والشحر بغية قصم ظهر الثورة الجنوبية وتدمير محافظة حضرموت التي تعد من أبرز المحافظات الجنوبية تمسكاً بمطلب فك الأرتباط.
ربما لا يخفى على الكثير من أن أبناء حضرموت أضحوا في الآونة الأخيرة يطلقون شعارات ودعوات للزحف إلى ضبة لإغلاقها على خلفية الإنطفاءات المتكررة للكهرباء ، وهو ما يرجحه البعض إلى ذهاب الجيش لأختلاق أزمة قاعدة غيل باوزير بغية منع هؤلاءِ الزاحفين من التوجه إلى ضبة .
إن الحرب الافترضية وفي وقت افتراضي وضد مجموعة افتراضية توحي بأن الورقة الأخيرة التي صارت تحسنها وتستخدمها قوات الجيش هي ورقة زرع عناصر مما يطلق عليهم اتباع القاعدة بغية النيل من الثروة الجنوبية والعمل على إضمحلالها ، وكسر شوكة هذه الثورة في المدن التي تشتهر بشدتها على المحتلين.
إن رواية أهالي غيل باوزير تقول : أن هناك عناصر من أفراد الجيش قاموا قبل بدء الحملة بأسبوع تقريباً بكتابة شعارات ورسم أعلام القاعدة على بيوت أهالي غيل باوزير لكي يوحوا للناس بأن القاعدة بدأت تبرز في هذه المدينة ؛ وبعد ذلك أتت هذه الحملة التي تعد حلقة من حلقات استكمال مسلسل التخريب بحق حضرموت والجنوب عموماً.
استولت القاعدة على غيل باوزير صباح يوم الأربعاء وطهرها الجيش مساء الأربعاء لكي يبين بأن لديه القدرة الفعالة على محاربة هذه العناصر ؛ وضباط الجنوب يقتلون كل يوم من خلال الدراجات النارية ولا يستطيع هذا الجيش الباسل المغور أن يلقي القبض على الفاعلين !! سبحان الله الذي جعل هذا الجيش الفاشي يمسي ممثلاً درامياً لمسلسلات إجرامية مخرجها السلطة اليمنية.