محددات الهوية الوطنية لأي شعب كثيرة.. منها ما هو ثابت ومنها ما هو متغير.. ولكن الشيئ الرئيسي الذي يحفظ لأي شعب محددات هويته الوطنية الثابتة والمتغيرة هو الكتب التاريخية لأنها ترصد وقائع حدثت في أزمان كثيرة ولا يمكن تزييفها وانكارها.
شعب الجنوب بعد الاستقلال الوطني الأول من الاحتلال البريطاني ولاسيما نحن الذين كنا حينها اطفال وجدنا أنفسنا نتلقن تاريخ شعب أخر وننسب إليه وظللنا على ذلك الحال مؤمنين به لأن قيادة دولة الاستقلال الأول لم تكن تعرف تاريخ شعبها. بل أهملته وعملت على تدميره ومحوه.
أنا شخصياً مع تطور مداركي العلمية المتواضعة برز لدي سؤال منذ عقود مفاده.. هل نحن شعب بدون تاريخ ؟؟.
لأصل إلى اجابة على هذا السؤال بدأت اقراء قراءة نقدية فاحصة في مئات الكتب والنقوش. بل ألاف الكتب.. استخرجت منها تاريخ شعبنا في عدة مجلدات يبدأ منذ أن خلق الله آدم عليه السلام في جنة عدن وحتى الاحتلال البريطاني .. استغرق ذلك مني أكثر من عقدين من الزمن لاثبت لشعبنا واجياله القادمة وللأخرين أن لدينا تاريخ عظيم وأن شعبنا على مر التاريخ كانت له هويته الوطنية المستقلة ولم يكن ذات يوم جزء من شعب آخر كما روج لذلك بعد الاستقلال الأول .
ولكن الذي قابلته هو تكرار لما حدث بعد الاستقلال الأول وهو أن الأشخاص الذين يدعون اليوم أنهم يمثلون ارادة شعبنا ( قيادة المجلس الانتقالي) لا يعطون أي أهمية لتاريخ شعبهم ليس في تبني طباعته وإنما يرفضون قراءته.. وهنا يبرز سؤال هام جداً.. كيف لمجموعة أن تقود شعبها لاستعادة دولته والتي هي إحدى محددات الهوية الوطنية وتلك القيادة لا تعرف تاريخ شعبها الذي هو في الأساس الحافظ الرئيسي للهوية الوطنية للشعب ؟؟؟. عجب يا زمن !!!.
المواطن/ محمد عباس ناجي الضالعي.
5 سبتمبر 2020م.