عقال الحراك بين المعقول واللا معقول

2013-05-13 18:10

 

المقدمة :-

عين العقل أن يتفاعل جميع من ينتمي لفكر وثقافة الحراك لكل الدعوات التي يراها عقلائنا مفيدة، فهم قد يرون ما لا نراه ومقاييسهم قد تختلف عنا لذا فمن الواجب تلبية دعوة من أجمع عليهم جماهير الثورة الجنوبية ووجوب تلبية الزحف على عدن يوم الزحف الكبير الداعي لفك الارتباط مع اليمني يوم 21 مايو 2013م فالقائد علي سالم البيض هو مجمع عليه بساحة الثورة الجنوبية وقد شاهدنا فيه سمات وخصائص قد تميز بها عن غيره من قادة الخارج نعم أنه صدى للداخل ولكنه يتناغم مع إيقاعات الداخل ويصوب الشاذ منها بفعل وبجهد الخبير ومن المعيب أن تكون مليونية عدن المقبلة باهتة أو محصور الدعم والتنسيق على فصيل واحد بمحافظة كبيرة كحضرموت البعيدة، وكلفة الزحف لا يتحملها أغلبية جماهير الثورة الزاحفة ممن تلتصق بطونهم بظهورهم فقرا والناتجة عن ممارسات المحتل لإعدام وسائل الثورة لديهم وهذه رسالة موجهة من الوادي وممن يريدون الزحف إلي عدن فبقدر عدد السيارات يستطيع ملئها وادينا ونحن من نعلم دقائق أموره .

 

على بطانة الرئيس بمكاتبه أن تكون بحجم الوطن والقضية وبحجم معاناة الثوار ودرجة الرطوبة والحر الشديد  ونطالب من فخامته التغيير الدوري لشخوص مكتبه لصقل المهارات وتجديد الطاقات فمن بمكتبه يرسلون رسائل مغلوطة نفقهها جيدا لا تعبر عنه وقريبا سنشن حملة عليهم إذا لم يدركوا حجمهم وحجم العمل الملقى على عاتق الثوار ولدينا الكثير في جعبتنا من الحقائق فننصحهم أن يكونوا قدر المسئولية بعد أن قطع اتصالنا بمكاتب فخامته لأكثر من عام .

 

بين المعقول واللا معقول :-

 

1- من الواجب والمعقول أن نحاول مرارا وتكرارا أن نطرق باب دولنا الإقليمية قبل المجتمع الدولي والضغط عليها عبر جميع الوسائل الممكنة ومن ضمنها دول شبه الجزيرة العربية بالتحديد(مجلس التعاون الخليجي)كما يفترض اللعب على المتناقضات بينها والمحتل اليمني بالرغم من الهامش الصغير الذي يتوسع ويكبر، ومن غير المعقول استعداء تلك الدول وهي واقع نعيش معها حالة الجيرة التي لن تتغير وخاصة الشقيقة الكبرى السعودية وكذا بقية دول الجوار الخليجي وعلى من يتصرف بمنهاج يخالف مصالحنا مع الجوار العربي أن يعقل هذا الواقع وأن لا يقفز عليه فالمحتل استطاع بالزمن أن يعدمنا إلي حد ما كوادرنا المؤهلة في ممارسة فن الممكن وجعل اللا ممكن ممكن مع المؤائمة بين مصالحنا وعدم التفريط بالسيادة .

 

2- إننا ثورة تتشكل لتصبح غدا دولة لإدارة شئون مجتمعنا الجنوبي ونحتاج مساعدة دول الجوار في كثير من الضرورات ومن ضمنها التأهيل والتدريب وفن اكتساب المهارة وتبادل الخبرات والدعم المعلوماتي وخاصة أننا مقبلين على أوقات عصيبة فسوف يصدر لنا اليمني الإرهاب وقوى التطرف العالمي وهو ما قام ويقوم به في محافظتي أبين وشبوة وكذا حضرموت مؤخرا وكذا عدن ولحج التي لا تخلوا منهم خاصة وأن أبين وشبوة سلمت لهم إمكانيات معسكرات دولة.

 

3- على عقلائنا أن يعوا الدور الفاعل لدول الجوار الإقليمي وخاصة الشقيقة الكبرى على مستوى العالمي فهي حاضرة دوما وان نركز جهدنا على المستوى التكتيكي والاستراتيجي على كسبهم وأن نتحلى بالصبر خاصة وأنه قد بدأت تلك الدول أن تستشعر حجم المعاناة لشعب الجنوبي وقد تجلى ذلك مؤخرا على تصريحات المندوب ألأممي جمال بن عمر وكذا ما شاهدنا وسمعناه من الشخصيات الجنوبية اليائسة من حوارهم مع اليمني كالوزير الدكتور سعد الدين بن طالب والذي يقول بعدم جدوى الحوار،وإن مؤتمراتهم لن تحل شيء من قضيتنا الجنوبية وكذا انسحاب الصريمة رئيس لجنة القضية الجنوبية وغيرهم الكثير ممن لبسهم اليأس، أليس هذا مؤشر ضغط على من بالحوار ورؤاهم اليمنية المتخلفة، فنحن لم نعرفهم ولم نكن جزء من تاريخهم إلا في عام 1990م عام الخطأ الاستراتيجي والكمين التاريخي .

 

4- نقول لمن لا يعي المرحلة ممن لا يجيدون التعامل من عقال الحراك ومن الثوريين الجنوبيين أنهم تحت المنظار والعالم يراقب ردات فعل ثوارنا من الكوادر والقيادات الميدانية في الداخل والخارج فرسائلهم دون المستوى ونحن شعب عريق نتصف برجاحة عقول عقالنا التاريخيين فقد سطروا لنا منهاج وتاريخ من القبول بدول الجوار وفي أعالي البحار به نحترم اليوم بدول الجوار وغيرها.

 

5- أن عقال الثورة اليوم من مهندسيها ومنظريها ليسوا بعيدين عن دائرة الضوء وأن من يتقدم الصفوف هم الثوار ممن يمتلكون الجرأة والشجاعة الميدانية وجلهم من لا يفقه بعلم السياسة والاقتصاد إلا النزر اليسير وعلى من جمع بين الحالتين أن يفسحوا المجال لكوادرنا، فلم ولن نتجاوز مشاكلنا إلا بكوادرنا المجربة وهي من ستقلص علينا المدة في إدارة أنفسنا ولدينا الكثير منها ولكن لازال بعض من ثوارنا يغلقون الطريق عليها بحكم الجهل والموروث الثوري السابق الرافض للرأي والرأي الآخر فلازال فكر وثقافة دكتاتورية الحزب الواحد تتجلى في بعض ممارسات عقلاء ممن ركب موجة الثورة والحراك قريبا وعليهم باستيعاب المرحلة فلا مجال لعودتهم بفكر وثقافة الماضي السيئ فلن ندعهم ولن ندع الوطن والشعب مستقبلا لممارستهم الجنونية السابقة .

 

فليتقوا الله وليقبلوا الناس جميعا بمشاربهم وليتركوا الميدان لأهل الميدان وليكونوا بمستوى الحدث والقضية أن كانوا عقال فليسلكوا طريق المعقول ويتركوا اللا معقول لغير العقلاء ولنا طريقتنا معهم مستقبلا وما النصر إلا من عند الله .

 

أحمد سالم بلفقيه

تريم / حضرموت

الخميس 13 مايو 2013