مالا يفصح عنه سياسيوا الشرعية وإعلامييهم

2019-01-31 19:22

 

لا شك في ان المتابع للمشهد اليمني عامة باحداثه ومتغيراته على الساحتين السياسية والعسكرية ستواجهه العديد من التساؤلات وهو يحاول فهم مايجرى في هذا المشهد من احداث اقرب ماتكون بالنسبة له للمحيرة او المبهمة. خاصة وان تصريحات السياسيين انفسهم متناقضة ومتباينة بل وتضم مغالطات كبيرة وقلباً للحقائق. ولعل الإجماع الوحيد لهم هو اتفاقهم الغريب والمريب فيما يتعلق بالقضية الجنوبية خاصة وكيفية محاربتها واقصاءها وعدم الاعتراف بها الا عن مضض إذا ماحوصروا للإعتراف بها, وحتى في هذه يصوروا الامر وكأنها قضية جزئية يمكن ان تحل ببساطة خاصة بعد اعطاء الجنوبيين بعض حقوقهم المالية وعفى الله عما سلف. اما مايتعلق بغيرها من ملفات فحدث ولاحرج.

 

 ولنبدأ اولاً بتلك القوات التابعة للشرعية المتمركزة في وادي حضرموت وتلك التي في مأرب. وهي القوات التي يتم تصنيفها من قبل سياسي الشرعية واعلامهم المطبل والمغالط بأنها قوات نظامية تابعة وخاضعة للشرعية. ويضرب لها المثل في الخضوع على حساب القوات الجنوبية والتي تصنف على انها مليشيات لا تخضع ولا تؤتمر باوامر الشرعية. في حين ان الحقائق تؤكد ان تلك القوات التابعة لعلي محسن (عباية) انما هي قوات متمردة على الشرعية ولا تؤتمر بأوامر احد, وان ثمة هناك اتفاقات هدنة (دائمة) وغير معلنة بينها وبين الحوثيين, بعد ان اعلنوا مع بداية الحرب وقوفهم موقف الحياد منها. وهذا مايفسر عدم تحرك تلك الجبهات او خوضها معارك اياً كان نوعها لمغادرة التباب.

 

وبالطبع لا يستطيع هادي او حتى قوات التحالف نفسها الدفع بهذه القوات لجبهات القتال. إذ لا شرعية هادي ولا التحالف يملك القدرة على اصدار مثل تلك الاوامر والتوجيهات لها, كما انها لا تؤتمر بأوامرهما. فضلاً عن رفضها من الاساس المشاركة في قتال يعتقدون انه بين اخوتهم واهاليهم وارضهم. فهذه القوات من هذه الناحية قوات متمردة, يحاول سياسيوها واعلاميوه ابعاد الشبهة عنها, وإلصاق تهمتها بالقوات الجنوبية. وهي القوات التي تخوض غمار المعارك في كل الجبهات جنباً الى جنب مع قوات التحالف العربي وماتسمى بالمقاومة التهامية وماتبقى من فلول تخضع لهادي وشرعيته. وهي القوات التي اصطلح على تسميتها في بعض القنوات الاعلامية بالقوات المشتركة وهو توصيف اقرب مايكون للحقيقة.

 

ولرب قائل طالما وان قوات علي عباية لا تؤتمر بأوامر الشرعية او التحالف فلماذا يصرف عليهم التحالف المليارات تلو المليارات وهم قابعون في خنادق الوهم في صرواح ونهم ؟ والجواب ببساطة لان هذه القوات تمارس الابتزاز, فقادتهم يهددون التحالف وشرعية عبدربه ان لم تقبل بوجود هذه القوات في مواقعها والصرف عليها, فأنهم من الغد سيتجهون الى صنعاء وينظمون الى الحوثي وستصبح قوة الحوثي مضاعفة مما سيعقد المسائل على دول التحالف والشرعية وخاصة وان هذه القوة معول عليها ان تكون البديل المستقبلي لقوات الحوثي وعفاش (قبيل مقتله) إذا ماتحقق النصر ودخول صنعاء ومحافظات الشمال كلها. لأن تواجد اي قوات للتحالف او قوات جنوبية في محافظات الشمال مستقبلاً يعد مخاطرة قد لا تحمد عقباها فقد تتحول ساحات الشمال إلى مستنقع آسن لهذه القوات, والتي حتماً لن تسلم من قناصة الحوثيين والعفاشيين والإصلاحيين والداعشيين وغيرهم فضلاً عن ان الحاضنة الشعبية والمزاج المجتمعي لن يكون لصالح اياً من هذه القوات. وعليه فلم يجد التحالف بداً إلا الاذعان لهذا الامر والإبقاء على هذه القوات الخارجة عن شرعية هادي في وادي حضرموت ومأرب والموافقة على الإنفاق عليها. كأقل الضررين وفقاً وللحسابات العسكرية.

ولكن هذه النفقة يجب ان تتقاسمها معهم شرعية هادي, لذلك اقتضت الاوامر بان تباح لهذه القوات الشمالية عائدات منفد الوديعة مع مطار سيئون. ولما كان هذا الاخير لا يحقق تلك العائدات المرجوة وفقاً ولحسابات وطمع القادة الشماليين اقتضت المصلحة ان يغلق مطار الريان والذي لايقع ضمن إطار قوات علي محسن, ليفسح المجال لمطار سيئون بزيادة عائداته..