الأمم المتحدة وإدارة ازمات المنطقة

2019-01-19 07:52

 

المبعوث الدولي لليمن !

المبعوث الدولي لسوريا !

المبعوث الدولي لليبيا !

المبعوث الدولي للشرق الأوسط !

اصبحت منظمة الأمم المتحدة إدارة للصراع في الشرق الأوسط ولا تبحث عن حلول لتلك الأزمات , بل لتديرها بما يتفق مع مصالح الكبار .

ومنطق الكبار هو : ان مصالحهم في صراع الصغار وسياستهم تأجيج الأزمات وإدارتها للحفاظ على اقتصادهم من الانهيار ولمزيد من فرص العمل لمواطنيهم وخفض نسبة البطالة في مجتمعاتهم !.

 

لم ينجح اي مبعوث دولي في حل اي قضية او توقيع اتفاق يفضي الى إنهاء الصراع في اي بلد ! لأن من ارسله الى ذلك البلد يوجهه ويعطيه الأوامر ويملي عليه الإحاطات .

 

اتفاق السويد بين الفرقاء في اليمن ليس اختراقا امميا ولا نجاحا للمبعوث الدولي والأمين العام للأمم المتحدة بل كان اتفاقا يمنيا بحتا ناتج عن تعب وإعياء , وحتى المصافحة بين الوزير اليماني ومحمد عبدالسلام جاءت تلقائية عفوية من اليماني ومن شاهد مقطع الفيديو الخاص بذلك الموقف يعرف ان المصافحة ليست من صنع ال UN او من غوتيريش  .

 

وحتى عندما اقدم المتخاصمون اليمانيون على التوصل الى ذلك الإتفاق وتوقيعه لم تتركهم إدارة الصراع الأممية ينفذوه . بل أرسلت الجنرال كامرت قائد الكتيبة الهولندية السيئة الذكر في البوسنة لمنعهم من تنفيذه والإلتزام بتطبيقة على ارض الواقع  .

هذه الألاعيب الدولية لم تعد خافية على أحد وباتت معروفة ومكشوفة وما مجلس الأمن الدولي إلا عبارة عن مجلس لإدارة الصرعات في العالم من خلال سيطرة الدول الخمس الكبرى على قراراته تقبل ماتشاء وترفض ماتريد باستخدام حق النقض (الفيتو) .

 

منذ إنشاء منظمة الأمم المتحدة لم يشهد تاريخها حل اي أزمة في العالم مطلقا . وقراراتها الكثيرة وإن مررت لم تنفذ وماهي الا ذر الرماد في العيون لأن الكبار لايريدون لها ذلك .

 

يمنيآ _ من يراهن على ان المبعوث الدولي غريفيث او المراقبين بقيادة كامرت يعملون على حل الصراع في اليمن او سيساعدون في حله فهو واهم .

ومن يأمل منهم حل النزاع عليه ان يتذكر 2011م  أيام ماكان يسمى (الثورة الشبابية) ثورة توكل كرمان عندما اججوا الصراع الداخلي بين الأحزاب ودعموا المليشيات الحوثية واوعزوا الى عملائهم بتسليمها معسكرات الجيش وكيف قاموا بصياغة اتفاق السلم والشراكة لتمكين المليشيات من بسط سيطرتها على العاصمة صنعاء من اجل تعقيد الازمة في اليمن .. وكيف قاموا خلال السنوات الخمس بادارة الصراع واستثماره جيدا والعمل على ديمومته وابتزاز دول التحالف بطرق مختلفة لإنفاق المليارات على التسلح واستمرار الحرب .

كل هذا غيض من فيض من دسائس ومؤامرات الدول الكبرى عبر الأمم المتحدة على الشعوب الضعيفة والمتخلفة ومنها اليمن الذي وضعوه تحت الفصل السابع لشرعنة تدخلهم في شئونه الداخلية والحفاظ على الصراع فيه كي لا ينتهي !.

الأزمة اليمنية لن يحلها الا اليمنيين طال الزمن او قصر ولن يأتي حلها عبر عصا سحرية من الخارج او فرض حلول دولية او إقليمية وعلى الجميع ان يعرف هذا جيدا .

كما ان على عقلاء اليمن (إن وجدوا) البحث عن حل لهذا الصراع الذي لن ينتصر فيه أحد مهما طال , ومن ظن انه سينتصر فهو مخطئ لأن الكبار لا يريدون لاي طرف ان يخرج من هذه الحرب منتصرا حتى التحالف !! .

هل وصلت الرسالة ؟