اطلعت على بيان الهيئة الوطنية العليا لاستقلال الجنوب الصادر عن اجتماعها الاستثنائي برئاسة رئيسها العميد ناصر على النوبة مؤسس الحراك السلمي وبحضور عديد من قياداتها والمنعقد في عاصمة الجنوب الأبدية عدن في يوم السبت 6 أبريل 2013م، وقد أثار استغرابي أن البيان فيه جملة من المصطلحات والإشارات الجديد ألخصها بالاتي:
الطامة الكبرى وثالثة الأثافي أن الهيئة في بيانها هذا لم تذكر كلمة "التحرير" مطلقاً وهذا في حد ذاته تطور دراماتيكي يوحي بألف علامة استفهام عن هذا التغييب لكلمة التحرير من هذا البيان المهم والخطير في هذا الوقت بالذات، وهو مؤشر لا يطمئن أبداً ويشعرني بتوجس حقيقي من القادم للجنوب وأهله الأحرار، هذا أولاً
ثانياً: جاء في الفقرة الرابعة من البيان: " ......... على أن تكون شريكاً فاعلاً في النضال من أجل تحقيق استقلال الجنوب أو بما يؤدي إليه" للقارئ الكريم أن يحط ألف خط تحت عبارة (أو بما يؤدي إليه) وهذا تطور في موقف الهيئة من التحرير والاستقلال وبما يعني أن الهيئة ستقبل بما هو دون مرحلة سابقة للاستقلال الاستقلال كالفيدرالية مثلاً.
ثالثاً: جاء في الفقرة الخامسة: " .........وفي هذا السياق فإن الهيئة تدرك أنه بهدف الوصول إلى هذه الغاية النبيلة لابد أن نواجه جملة من التحديات الداخلية والخارجية التي يتطلب من جميع الأطراف تقديم تنازلات قد تبدو مؤلمه،" وهذه التنازلات المؤلمة كان قد ذكرها الرئيس المعين عبد ربه منصور هادي في افتتاحه للحوار اليمني في العاصمة اليمنية صنعاء، بما يعني أن الهيئة على وشك الخوض في جملة من النقاشات التي ربما تؤدي إلى تنازلات ولكن الفقرة لم تحدد أي تنازلات مؤلمة أداخليه هي أم خارجية.
رابعاً: جاء في الفقرة السادسة: " ......وأننا واقعين تحت الوصاية فإن الوضع القائم الآن يستدعينا إلى التعاطي معه بعقلانية، حتى لا نقع بحجج ذرائعية تحت بنود العقوبات الدولية، لتفرض علينا قيوداً إضافية داخلية وخارجية" وهنا يتكشف لنا أن الهيئة أو بعض قياداتها قد تعرضت للتهديد بالعقوبات الدولية أو وصلتها تلميحات بذلك وهو ما يستدعي منا الوقوف طويلاً أمام هذا الاستهداف للنوبة ورفاقه في الهيئة، ويعني أن التهديد بالعقوبات وصل للهيئة كذلك.
خامساً: كذلك التطور الجديد من وجهة نظري المتواضعة أن جملة " تقرير مصيره " ذكرت في البيان خمس مرات؛ أربع مرات جاءت بصيغة" تقرير مصيره بنفسه" والخامسة تقرير مصيره" والمعروف عن الهيئة العليا هو تبنيها للاستقلال فقط، وهذا تطور جديد وملفت للنظر.
أما خلو آخر البيان من الترحم على ارواح الشهداء فربما هي غلطة مطبعية وقد تم الترحم على أرواحهم في أول البيان وهذا كافٍ.