البكاء على أبواب صنعاء
مهدي الخليفي
عبثاً يحاول الأغبياء في كل مكان تصوير المسألة فيما يخص الحوار الوطني اليمني على أنها مسألة تمثيل ونسبة معينة، وهم هنا يركزون على تفصيل تافه جداً ولا يحاولون النظر إلى الصورة الكاملة ليعرفوا أن الجنوبيين يرفضون المؤتمر جملة وتفصيلاً ولا يعنيهم التنازلات والنسب التي يحاولون إغراءنا بها للدخول في زريبة صنعاء وأحواشها الملغومة.
يا هؤلاء يجب عليكم قبل المساومة وإعطاء النسب سماع صوتنا فيما يخص حوار صنعاء ثم بعدها قرروا الحديث عن نسبه؛ فلو كان الرفض الجنوبي يتعلق بتفاصيل التمثيل فلكم الحق ولكن الجنوبيين رافضين الحضور فكيف تقولون وتزيدون كل مرة نسبة التمثيل وكأننا وصلنا إلى نقيل يسلح ولم يبق من اختلاف بيننا وبينكم إلا نسب التمثيل لذلك ترسلون لنا كل يوم مبعوث بزيادة النسبة وإغراءات تافهة في نظرنا وذميمة وتعتقدون أننا سوف ننساق إلى هذا الفخ الخبيث الذي يسوق له فقط من يقتاتون على فتاتكم ويأكلون مع أسراب الذباب في موائدكم العفنة.
الجنوبيون اليوم هم من يقرر مصيرهم وليسوا الدمى التي تتحرك بناء على تعليماتكم الصارمة؛ ووالله لو ملكت هذه الدمى أمرنا لباعتنا لزريبتكم من جديد ولكنكم تعرفون أن بضاعتكم مزجاة أن عفونتهم التي تزكم الأنوف لا تعدوا عن كونها حبل غسيل مهترئة لا تسمن ولا تغني من جوع لذلك بادرتم أنتم وأحزابكم وتنابلتكم في الجنوب لتشكيل قوى يدخل في مسماها الجنوب كقوى ثورية جنوبية وتجمعات جنوبية لهدف تمثيل أحزابكم في حواركم الذي تحلمون بدخول الجنوبيين الاستقلاليين والشرفاء فيه وجعلتم هذه المكونات البائسة تنتظر نصيبها لتمثل الجنوبيين مناصفة مع أحراره ومحبيه ولكن باءت تلكم الخطط بالفشل ونذرتم النذور وملأتم القدور باللحم ونثرتم الفلوس يمنة ويسرة وشريتم أنفس وأصوات ولكنها كلها ذهبت أدراج الرياح ولم تجنوا من الشوك العنب كما أملتم وصورت لكم أنفسكم المريضة ذلك.
وأنا هنا أحيي كل الأحرار الذين يرفضون حوار صنعاء ويرحبون بأي تفاوض على أساس الندية بين الشمال والجنوب وبرعاية دولية وعلى قاعدة فك الارتباط، فهذا هو صوت الغالبية العظمى من ابناء شهب الجنوب الذين لا يريدون أي حلول غير استعادة دولتهم المسروقة وهويتهم الجنوبية المفتى عليها.
خاص بـ شبوة برس
بالتزامن مع نشرة الاستقلال الثاني في عتق