بصمت ودون ضجيج ولمداراة الفشل الذريع الذي مني به الاحتلال اليمني في إقامة مليونية له في عاصمة الجنوب المحتل، وللتغطية على جرائم الاحتلال التي ارتكبت في 21 فبراير 2013 والأيام التالية له وللتغطية على فشل المجتمع الدولى في فرض العدالة الزائفة ولكي لا يظهروا بمظهر المساند لقتل الجنوبيين وإن كانوا كذلك في حقيقة الأمر إلا أن هذا الفشل المريع الذي ظهر جلياً إزاء الصمت الدولي على جرائم الاحتلال وبمباركة خليجية لم يجد هؤلاء الرعاة الدوليين والإقليميين لهذه الجرائم إلا الدعوة للقاء دبي لصرف انظار العالم عن تلك الجرائم والتغطية عليها، ولإشغال الجنوبيين بهذا اللقاء ونسيان ما جرى ويجري على أرضنا من قتل وتشريد وجرائم حرب من الدرجة الأولى.
وتظهر لنا جلياً ثلاثة سيناريوهات رسمها بدقة الرعاة الدوليون والإقليميون لجرائم الاحتلال اليمني لتكون مخرجاً للقاء دبي المزمع في 9 مارس 2013م.
يتمثل السيناريو الأول بمحاولة جر الحراك أو قيادات منه إلى حوار صنعاء مع التلويح بالعقوبات الدولية كعقوبة للرفض، وهذا السيناريو لا يتضمن تقديم أي من الضمانات التي قد يطالب بها هؤلاء المشاركون في حوار صنعاء، وهذا السيناريو كان معداً قبل هذا التاريخ ولكن وبناء على نصيحة دولة خليجية تم فقط إدراج اسم الرئيس البيض في بيان مجلس الأمن للتأكيد على جدية هذه الجارة أو تلك بإدراج بقية الاسماء في بيان آخر لمجلس الأمن في حال رفضهم المشاركة في حوار صنعاء.
وفي حال فشل هذا السيناريو يتم الانتقال للسيناريو الثاني المتمثل بعقد حوار في دولة عربية لمناقشة القضية الجنوبية فقط وتحت رعاية خليجية-غربية، وذلك تحقيقاً للشروط الثلاثة(الندية- دولة محايدة -الرعاية الدولية) وهذه الشروط يتبناها الحاضرون لقاء دبي الذين تم توجيه الدعوة لهم بعناية، مع إغفال واستثناء قيادات كانت ولا زالت ثابتة على مواقفها وسقفها الاستقلال والتحرير ولها وزن لا يستهان به في الساحة الجنوبية(العميد النوبة مثلا ، أما الرئيس البيض فرفض المشاركة في هذا اللقاء) ، وهذا السيناريو أيضاً سيفشل كون الاحتلال اليمني يصر على رفض الندية في حال سلمنا بها أو سميناها كذلك.
وفي حال فشل هذا السيناريو(المتوقع سلفاً) سيتم الانتقال للسيناريو الثالث والمتمثل(كما كان منذ سنوات) في إعطاء الضوء الأخضر لسلطات الاحتلال اليمني بقمع كل الفعاليات الجنوبية التي ترفع راية الاستقلال والتحرير وبطريقة وحشية وحشر الجنوبيين في زاوية ضيقة، وتحميل تيار الاستقلال فقط مسؤولية فشل الحوار اليمني ونشر الفوضى والتخريب وعمليات القتل وإطلاق يد العصابات الارهابية لتعيث في أرض الجنوب فساداً وقتلاً وتشريداً ونشر القتل والخوف والرعب لثني الجنوبيين وتركيعهم وهيهات لهم ذلك، فبإذن الله لن يكون لهم ذلك وسننتصر يوماً وسنعيد رسم كل شيء حتى خارطة صداقتنا بجيراننا غير السيئين كذلك.
مهدي الخليفي