سيفشل محافظ أبين إذا !!

 

الجميع دون أستثناء أشاد بالمحافظ الجديد اللواء أبوبكر ،وقالوا فيه من المديح والثناء والغزل مالم يقله (قيس) في معشوقته (ليلى)،وعدّدوا خصاله ومحامده ورفعوه إلى السماء، وأستبشروا به خيراً وبقدمه أملاً بعد الم..

 

حتى أن البعض قد منحه (صك) صنع المستيحل وتجاوز العقبات وتخطي الصعاب،ونسجوا من هذا الرجل (أحلام) أبين وأهلها التي تناثرت بين (هوامير) الفساد وتجاره الذين جعلوا من خيرات أبين (سلعة) باعوها في أسواق (نخاستهم) بثمن (بخس) دراهم معدودة..

 

ولكن لن يكون كل هذا وذاك،ولن يتحقق لأبين شيء،ولن تتجاوز محنتها، أو تتخطى مشاكلها،أو تسموا وترتقي،وستظل أبين كما هي في مستنقع المعاناة و (جب) الألم والأنين،وستظل تدفع ضريبة هذا كله غالياً،وستظل ساحة للفوضى وللعبثية وللأحتراب والخراب والدمار، وسيفشل محافظها إذا لم نكن نحن كالجسد الواحد إذا أشتكى منه عضواً تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى،سيفشل المحافظ إذا لم نكن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعض ونخشى من أن ينهار بعضنا أو يسقط أو يتهاوى أوتتداعى أركانه..

 

سيفشل محافظ أبين إن لم نكن (يده) التي يبني بها، ويعمّر بها، ويشيّد بها،وينقب بها عن الفساد والمفسدين،ويبحث بها بين أكوام القضاياء العالقة والملفات الساخنة،ويضرب بها (بحديد) الحق،(ويجلد) بسوطها كل المخربين والعابثين وكل من تسول له نفسه المساس بأبين وأهلها..

 

سيفشل محافظ أبين أن لم نكن (عينه) التي (تحرسنا)،وتبحث عن مكامن الخلل والإعوجاج والألم، وتفتش بين الزوايا والأروقة عن من ينخر جسد أبين ويغرز خناجره المسمومة في صدرها،ويطعنها بسكاكين الغدر والولاءات الضيقة والحزبية المقيتة..

 

سيفشل محافظ أبين إن وقفنا مكتوفي الأيدي لانحرك ساكناً حيال ما يحدث في أبين عبثية وفوضى وتخريب وتدمير (ممنهج) لكل شيء، أكان أقتصادياً، أو إجتماعياً،أو معيشياً،أو أخلاقياً، ونقف في وجهه ونردعه ونزجره ونصده ونقول له كفى (عبثاً) بأبين وأهلها..

 

سيفشل محافظ أبين أن تركناه وحيداً يجابه (عباب) الحياة ولم نكن له (طوقاً) ومجدافاً كي يبحر بسفينة أبين في هذا البحر (اللُجي) ويوصلنا إلى بر الأمان،والغاية التي نبحث عنها منذ سنوات عجاف،ويحقق لنا

ولو شيء يسير مما تصبوا إليه أنفسنا الأبينية البسيطة التي لاتبحث عن الترف والبذخ بقدر ما تبحث عن الأمن والأمان والسكينة (وكسرة) خبز يابسة نسد بها رمق (جوعنا)..

 

سيفشل محافظ أبين إن لم نتخلص من داء المناطقية ولغة التخوين، وتوزيع صلاحيات الوطنية والإنتماء والهوية،ونترفع عن سفاسف الأمور،وننبذ سياسية الكرة والحقد والمصالح الذاتية التي باتت اليوم وللأسف السديد (سمة) بعض أبناء أبين وأنعكست بصورة سلبية على الشرفاء والبسطاء وممن لاحول لهم ولاقوة..

 

سيفشل محافظ أبين إن لم تتوقف ( أبواق) الكذب والزيف،ومن يدعون (وصلاً) وحباً وعشقاً بأبين وهم من يكيدون لها وينفذون أجندة أسيادهم وأرباب نعمتهم الذين يأتمرون بأمرهم ولأجلهم باعوا ضمائرهم ومبادئهم وأخلاقهم وهويتهم وإنتمائهم،ولن تقوم لأبين قائمة أو يسطع لها (نجماً) طالما وهؤلاء ينعقون بما لايفقهون..

 

سيفشل محافظ أبين وستغدوا أبين في خبر (كان) وأثراً بعد عين إن لم تتعاضد الأيدي وتتشابك السواعد ويتفق كل الشرفاء ويسعوا لإنقاذ أبين وتطبيب جراحها وإيقاف نزيف الدم المتدفق فيها، ويعيدوا لها ماء وجهها (المسكوب) وكرامتها (المهدورة)، وحقها ( المسلوب)، وأمجادها الغابرة..

 

سيفشل محافظ أبين إن لم يكن حب أبين الهوى والهوية والإنتماء هو من يدفعنا في أن نذود عنها ونضحي لأجلها بالغالي والنفيس،وتكون أبين فوق مصالحنا وغاياتنا وأطماعنا وأهوائنا..