هناك من يتغنى بالوطن حتى لو كان يعيش فيه عيشة العبيد، فهذا ليس وطناً.
الوطن ليس ارضاً وشجراً وأحجار، الوطن هو منظومة حكم قانونية في رقعة من الأرض تكفل العيش الكريم للإنسان معروف فيها حقوقه وواجباته تجعل من هذه الأرض وطناً لكل من يعيش عليها، لهم نفس الحقوق والواجبات وكلهم أمام القانون سواسية، بمختلف معتقداتهم وألوانهم، هذا هو الوطن بالمفهوم القرآني.
فكيف نسمي أرضاً بالوطن والإنسان يعيش فيها مستضعفاً مهاناً من قوى ثقافة الفيد والإخضاع ؟ إن حكم الله على المواطن المستضعف الذي قبل حياة الذل والإستضعاف هو بأنه ظالم لنفسه وحكم الله على هذه الأرض ( الوطن) أنها ليست أرضه وليست وطنه ومطلوب منه الهجرة مِنْهَا ومن لم يفعل ذالك فمأواه جهنم وساءت مصيرًا .
فما بال قوم يعشقون ان يكونوا ظالمي أنفسهم ويحبون ان تكون جهنم مصيرهم وهم يدافعون عن وطن استباحه الإنقلابيون من تحالف الحوثي صالح وأنصارهم واستضعفوا كل ابنائه.
(إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنتُمْ ۖ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ ۚقَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا ۚ فَأُولَٰئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ۖ وَسَاءَتْ مَصِيرًا). النساء اية ٩٧.
إن منهج الله وأمره قد فرض القتال نُصرة للمستضعفين من الرجال والنساء والولدان. كما قال تعالى(وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا) النساء اية ٧٥.
وقد تم إخراج أبناء دماج من ديارهم وكذالك أبناء صعدة وعمران وهوجم الرئيس في صنعاء وحوصر وحوصرت الحكومة وتم العدوان على مختلف المحافظات ، وعندما ذهب الرئيس عبده ربه منصور هادي الى عدن قصفته الطائرات، هل هناك عدوان واستضعاف أوضح من هذا، هنا استعان الرئيس هادي بالسعودية وجامعة الدول العربية ضد تحالف الإنقلابيين الذي جعل من اليمن ركيزة لاستكمال بناءالإمبراطورية الفارسية وعدوانها، ضد اليمنيين وجيرانهم ويستحضرني هنا ما قاله علي يونسي مستشار الرئيس حسن روحاني حيث قال (ايران اليوم أصبحت إمبراطورية كما كانت عبر التاريخ وعاصمتها بغداد حاليا، وهي مركز حضارتنا وثقافتنا وهويتنا اليوم كما في الماضي) وصرح كثيرين من الإيرانيين ومحليلهم بأن السيد عبد الملك الحوثي هو سيد البحار وسيد الجزيرة العربية وبعد سقوط صنعاء سيكون إسقاط الرياض، وهددوا وتوعدوا وأقاموا المناورات على حدود المملكة الشقيقة، فكانوا هم المعتدون علي اليمن بإنقلابهم على شرعية الدولة ومشروعها الوطني المتمثل بمخرجات الحوار الوطني والدستور، وعلى الشعب اليمني باستضعافه، وعلى الجوار بالمناورات والتهديدات، وعلى العالم بالتحكم في ممرات تجارة العالم. فكانت عاصفة الحزم ضرورة إنسانية واستجابة دينية نُصرة للمستضعفين وردعاً للعدوان.
فلا تتحدثوا عن وطن الأرض فيه فيد والإنسان خاضع ومستضعف لقوى الإنقلابيين المُمٓثلة لقوى ثقافة الفيد والإخضاع .