صُناع النصر.

2023-11-04 09:53

 

نصر ٧ أكتوبر، في غزة، لم يسبق له مثيل، في تاريخ الحروب المعاصرة والغابرة، هو معجزة بكل المقاييس، هو امتزاج وتلاحم، بين يقين الإيمان بالله ونصره، وصدق الإيمان بالقضية، وعظمة الإنسان المؤمن، صنعه فتية آمنوا بربهم، فأنجزوا دورهم، في إعداد الاستطاعة وصدق الإيمان بالله  والتوكل عليه، فأتم الله وعده لهم، وأروع وأدق وصف وتفسير لهذا النصر تجده في قول الله: 

﴿وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ ٱلۡغَـٰلِبُونَ﴾ [الصافات ١٧٣]

﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ إِن تَنصُرُوا۟ ٱللَّهَ یَنصُرۡكُمۡ وَیُثَبِّتۡ أَقۡدَامَكُمۡ﴾ [محمد ٧]

﴿إِن یَنصُرۡكُمُ ٱللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمۡۖ وَإِن یَخۡذُلۡكُمۡ فَمَن ذَا ٱلَّذِی یَنصُرُكُم مِّنۢ بَعۡدِهِۦۗ وَعَلَى ٱللَّهِ فَلۡیَتَوَكَّلِ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ﴾ [آل عمران ١٦٠]

﴿قَـٰتِلُوهُمۡ یُعَذِّبۡهُمُ ٱللَّهُ بِأَیۡدِیكُمۡ وَیُخۡزِهِمۡ وَیَنصُرۡكُمۡ عَلَیۡهِمۡ وَیَشۡفِ صُدُورَ قَوۡمࣲ مُّؤۡمِنِینَ﴾ [التوبة ١٤]

﴿لَن یَضُرُّوكُمۡ إِلَّاۤ أَذࣰىۖ وَإِن یُقَـٰتِلُوكُمۡ یُوَلُّوكُمُ ٱلۡأَدۡبَارَ ثُمَّ لَا یُنصَرُونَ﴾ [آل عمران ١١١]

﴿إِن یَنصُرۡكُمُ ٱللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمۡۖ وَإِن یَخۡذُلۡكُمۡ فَمَن ذَا ٱلَّذِی یَنصُرُكُم مِّنۢ بَعۡدِهِۦۗ وَعَلَى ٱللَّهِ فَلۡیَتَوَكَّلِ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ﴾ [آل عمران ١٦٠]

﴿وَلَقَدۡ أَرۡسَلۡنَا مِن قَبۡلِكَ رُسُلًا إِلَىٰ قَوۡمِهِمۡ فَجَاۤءُوهُم بِٱلۡبَیِّنَـٰتِ فَٱنتَقَمۡنَا مِنَ ٱلَّذِینَ أَجۡرَمُوا۟ۖ وَكَانَ حَقًّا عَلَیۡنَا نَصۡرُ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ﴾ [الروم ٤٧]

﴿وَأَنزَلَ ٱلَّذِینَ ظَـٰهَرُوهُم مِّنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَـٰبِ مِن صَیَاصِیهِمۡ وَقَذَفَ فِی قُلُوبِهِمُ ٱلرُّعۡبَ فَرِیقࣰا تَقۡتُلُونَ وَتَأۡسِرُونَ فَرِیقࣰا﴾ [الأحزاب ٢٦]

﴿لَا یُقَـٰتِلُونَكُمۡ جَمِیعًا إِلَّا فِی قُرࣰى مُّحَصَّنَةٍ أَوۡ مِن وَرَاۤءِ جُدُرِۭۚ بَأۡسُهُم بَیۡنَهُمۡ شَدِیدࣱۚ تَحۡسَبُهُمۡ جَمِیعࣰا وَقُلُوبُهُمۡ شَتَّىٰۚ ذَ ٰ⁠لِكَ بِأَنَّهُمۡ قَوۡمࣱ لَّا یَعۡقِلُونَ﴾ [الحشر ١٤]

هو نصر عظيم، قاد لحرب ضروس، والحرب هي الحرب، بكل مآسيها، ومآلاتها، ومساحاتها، وأثمانها، البعض استعد لها، والبعض لم يستعد لها، والبعض تفاجأ بها، والبعض تاجر بها، فتنة هي مُصيبة الجميع، هو قانون الله، وسيتدخل الله، ليحقق عدله، بعد أن عجز الإنسان، عن تحقيق عدل الله، في تعارفه وتعايشه، بلغ الغرور الصه يوني مداه، برفضه التعايش والحلول العادلة، منذ النكبة لليوم، مئات القرارات من الأمم المتحدة، لم ينفذ واحد منها،  قدم الفلس طينون التعايش والسلام، جوبهوا بالاستيطان والامتهان،  قدم العرب مبادرتهم للسلام، وتم رفضها.

ولو كان الغرور الصه يوني قبل السلام والتعايش لتجنب الجميع ويلات الحروب.

بلغ غرور القوة مداه، وامتهان الإنسان الفلس طيني أقصاه، فكان وعد الله الحق، بكسر هذا الغرور، بشكل لم تتوقعه آلة الحرب الاسرا ئلية، بكل تقنياتها وعقولها.

هي رسالة الله الذي خلقنا شعوباً وقبائل لنتعارف، لا لنتقاتل، فهل وصلت هذه الرسالة للعقلاء عند الجميع، ليعودوا للسلام والتعايش ومنهجه ونهجه، ودولتيه، ونموذج دولة المدينة التي أسسها رسول الإسلام الخاتم، نموذجاً لذلك، ودولة جنوب أفريقيا كذلك، بهذا يخرج العقلاء من شراك رأسمالية التوحش الشيطانية، التي جعلت المسلمين بمللهم المختلفة، اليهودية، والنصرانية، والمجوسية، والحنيفية المؤمنة، وقوداً لحروبها من أجل كسب المال، بتجارة اقتصاد الحروب، بالتدمير والتنظيف والتعمير.

اليوم الوقوف مع الحق، ورفع المعاناة عن المستضعفين، من النساء والولدان، واجب أخلاقي وديني،وفطرة إنسانية، فكل يقف باستطاعته ومقدرته، واستطاعتي ومقدرتي الكلمة أبرأ بها إلى الله يوم الحساب.

تحية لصناع النصر، فهم فتية آمنوا بربهم، واعدوا ما استطاعوا، وهزموا جيشاً لا يقهر، وصمدوا أمام عالم التوحش، فضحوا المتاجرين بقضيتهم، وفضحوا زيف القانون الدولي، بمنظماته، وأممه المتحدة، ومجلس أمنها، ودوله المستكبرة المهيمنة.

 ثقوا بالله، وتعلموا من صانعي النصر، قوة الحق، وصدق الإيمان، ويقين التوكل على الله، وصناعة النصر.

جمعتكم نصر ووعد الله حق.

د عبده سعيد المغلس

٣-١١-٢٠٢٣