كنا ولازلنا نكرر ان الصراع بين الجنوب واليمن صراع ثقافي حضاري سمته التناقض فهنا صمام أماننا المؤسسات المدنية والحضرية من لجان ومؤسسات مهنية واحزاب تحكمت بمسار ماضينا ومستقبل علاقاتنا منذ ثورتنا الاولى والثانية أما اليمن فجميع من يوجهها ويدير شئونها في الماضي والمستقبل هي القبيلة فقد جاء حكامها عبر القبيلة كصالح والحوثي وحميد ومحسن وكل عصابات اليمن التي تقاتل بجنوبنا هي مغطاة ومستمدة شرعيتها وقوتها من قبائل شمال اليمن الزيدية .
اليوم البخيتي الابن المدلل للحوثي فصيح اللسان بدأ يظهر لموقف أعد له مسبقا حين ابتعد بسيارته المصفحة وبيته الواسع الرحب عن صالونه وعن شاشات قنوات تلفزيونات المنطقة العربية ليطل لنا بمبادرة شخصية تسوق افكار ورؤى نخبة الحوثي والاشتراكي وحلفائه فقد تربى عبر هذه الجماعات المعادية لتوجهات شعب الجنوب .
فحين اطل الحوثي بخطاباته العديدة بعد تحقيق انتصاراته وإمساكه زمام الامور بصنعاء لم يرمي لذلك الشعب الذي يكرر بخطبه مظلومية شعبنا الجنوبي فلم يرمى له بعظمة أو شحمه بل نرى التوجه العام بالممارسة والتسويق هو العداء الممنهج لشعب الجنوب وتوج ذلك بالتحالف مع صالح عدو الجنوب الاول وصانع هزيمة الجنوب الاولى بالعام 1994م ومنذ ذلك الحين حتى إشعال حربهم على الجنوب التي أعلن عن قدسيتها من الجامع الكبير بباب اليمن بجمعة اليوم وهذا الجامع له رمزيته لدى زيود اليمن .
فالنهج الحوثي هو استمرار لنهج حليفه صالح وعصابات الشر اليمنية التي تعيث قتلا ودمارا لم يشهده بلدا من قبل عبر عصور الاسلام وتاريخ أمتنا الاسلامية فقد حفروا الخنادق وتهيأوا وأعدو للحرب على الجنوب منذ إنتصارهم في العام 1994م وحين اشتعلت الحرب هربت مؤسسات اليمن والشرعية للخارج وتحول الصراع إلي حرب يمنية عامة ضد الجنوب فخرجوا لشوارعنا ومدننا من معسكراتهم بجنوبنا ليخرجوا حاملين رصاص الموت لكل جنوبي وما ينبض ويقول بجنوبيته فالحرب اليوم ليست بين فرقاء اليمن من صالح وهادي بل بين شعبنا وشعب اليمن وهكذا تقول كل المؤشرات والاحداث بشوارع محافظات الجنوب بالأمس واليوم .
أما بخصوص مبادرة البخيتي :-
فهي موجهة للعنوان الخطأ ومن كان بجبروته يحارب شعب الجنوب الأعزل في شوارع الجنوب اليوم صار يواجه قوات التحالف الدولي وعليه ان يسحب قواته ليس من عدن ولحج وابين بل من كل محافظات الجنوب ومن ضمنها المهرة وحضرموت وشبوة لكهوف مران وضحيان وعليه بتنفيذ ما يقوله المتحالفون اليوم قبل غدا فمن يتحالف مع الشيطان عدو الجنوب والجميع فهو كالذي يحرق نفسه بنفسه منتحرا .
إنه بداية لمرحلة تسويق الاعتراف بالانكسار والهزيمة وعلى المهزوم أن يتدارك نفسه ولا يشترط فالجنوب قد رسمت خارطته منذ اليوم الاول لحربكم الظالمة عليه وعليكم بتحمل ما ترتب على جملة أخطائكم لقد حلت عليكم لعنة الجنوب وتتضاعف يوميا بدرجة سيئات أعمالكم وما تعملوه من جرائم يومية بالجنوب وبشعبه المظلوم فقد كان تعاملكم في الجنوب إجرامي فلا ذمة لكم ولا عهد كحليفكم صالح فمن وضع يده في النجاسة صار نجسا ونتيجة لأفعالكم الإجرامية فاليوم العالم يحاربكم تحت شرعية الرئيس هادي إنها اللعنة وستطاردكم حتى لما بعد خروجكم من الجنوب .
احمد بلفقيه - تريم