القضية الجنوبية ... الورقة الخطرة

2015-02-16 08:47

 

 (3)

لم يكن بخاف لكل متتبع لمستجدات الأحداث في اليمن مابعد المبادرة الخليجية وترجتمتها على أرض الواقع وازاحة جزء رئيسي وهام من مكون النظام اليمني أن يرى تفاقم الأزمة حيث جاء ماعرف بمؤتمر الحوار الوطني ليفتح أفقا جديدا ولسد ثغرات المبادرة الخليجيةو تمكين اللاعب المستبعد الأساسي من العودة للمشاركة بالنظام بينما جوهر قيامه كانت مافرضته القضية الجنوبية على واقع هذه التسوية التي جرت في رحاب أروقة فندق موفنبيك الأثيرة . والمدقق في مجريات هذا المؤتمر الذي استمر قرابة عشرة أشهر إن المشاركين الجنوبين فيه قد إنتقتهم أطراف جنوبية في النظام لكن على كل علاتها فرضت وجود القضية الجنوبية عليهم وعلى الآخرين بحضورها وقد كانت الضابط لإيقاع مايدور واستغلت من قبل كافة الأطراف فيه كورقة ضغط ومساومة حد الإبتزاز وطغت على ماعرف بقضية صعدة التي هي الأخرى قد جعلت من القضية الجنوبية حصان طروادة للوصول الى أهدافها حيث تجاوزوا الجنوبيين في حمل القضية الجنوبية والدفاع المستميت عنها كورقة للخروج باستحقاقات لقضيتهم ( قضية صعده).

من أهم ما لعبته القضية الجنوبية في هذا المؤتمر إنها عملت زلزالا في بنيات النظام العسكري القبلي والتيارات السياسية والدينية التي قد كسرت بحضورها -القضية الجنوبية- التابوهات والخطوط الحمراء من قبل أطراف النظام المفكك بفعل المبادرة وسقطت معها كل ( المقامات الوجاهية) للكثير ممن لايستطيع معه أحدا أن يقترب منهم فضلا أن يحاورهم ويعري أطروحاتهم القديمة التي هي حقوق مكتسبة لاينازعهم فيها أحد حتى على مستوى إسقاط أحقيتهم بالجلوس في المقاعد الأمامية.

كل مخرجات المؤتمر صاغها وقاد لجانها في الغالب الجنوبيين المشاركين مع كل المكونات الحاضرة وكان للقضية الجنوبية فكرا وهاجسا وقعها عليهم وفرضت واقعا جديدا لايألفه النظام بكل أطرافه مما جعلهم يرفضونها بالمطلق وإن أبدوا موافقتهم العلنية عليها حتى يفلتوا من إي عقاب أممي ، حيث بالقضية الجنو بية ذاتهاو إمتدادات تأثيراتها المهمة التي أردتها تحت الوصاية الدولية والإشراف المباشر من قبل مندوبها .

أنتهى المؤتمر وبدأت وتيرة الإحتقان تعود من جديد في محاولة من الجميع الإلتفاف على مخرجاته النهائية وعادت موجة العنف والأزمة من جديد ولعبت وتيرة البروز والحركة الشعبية بأكثر حدة من ذي قبل وقد حملت معها القضية الجنوبية دورها في التسريع بتفجير الصراع وعودة الإنقلاب على ماعرف حينها بالمبادرة ومخرجات الحوار وقد برز الحوثيون في هذا الصراع كمعادل جديد فعل من قبل بعض الأطراف بغية تصفية حساباته ضد خصومه وكانت القضية الجنوبية الورقة الرابحة له في تمثلات خطابه لتشاببها مع قضية صعدة ولتنصل الطرف المستحكم بالسلطة من القضية الجنوبية الذي كان خطابه يتماهى معها ويعتبرها من أولويات مهامه فأفقده المصداقية والتعاطف الكبير من قبل الأطراف بل تجاوزها لضربه كخصم بها وخروجه بسببها من اللعبة تماما .

يتبع...

اكرم احمد باشكيل

2015/2/10م

القضية الجنوبية ... الورقة الخطرة (3) لم يكن بخاف لكل متتبع لمستجدات الأحداث في اليمن مابعد المبادرة الخليجية وترجتمتها على أرض الواقع وازاحة جزء رئيسي وهام من مكون النظام اليمني أن يرى تفاقم الأزمة حيث جاء ماعرف بمؤتمر الحوار الوطني ليفتح أفقا جديدا ولسد ثغرات المبادرة الخليجيةو تمكين اللاعب المستبعد الأساسي من العودة للمشاركة بالنظام بينما جوهر قيامه كانت مافرضته القضية الجنوبية على واقع هذه التسوية التي جرت في رحاب أروقة فندق موفنبيك الأثيرة . والمدقق في مجريات هذا المؤتمر الذي استمر قرابة عشرة أشهر إن المشاركين الجنوبين فيه قد إنتقتهم أطراف جنوبية في النظام لكن على كل علاتها فرضت وجود القضية الجنوبية عليهم وعلى الآخرين بحضورها وقد كانت الضابط لإيقاع مايدور واستغلت من قبل كافة الأطراف فيه كورقة ضغط ومساومة حد الإبتزاز وطغت على ماعرف بقضية صعدة التي هي الأخرى قد جعلت من القضية الجنوبية حصان طروادة للوصول الى أهدافها حيث تجاوزوا الجنوبيين في حمل القضية الجنوبية والدفاع المستميت عنها كورقة للخروج باستحقاقات لقضيتهم ( قضية صعده). من أهم ما لعبته القضية الجنوبية في هذا المؤتمر إنها عملت زلزالا في بنيات النظام العسكري القبلي والتيارات السياسية والدينية التي قد كسرت بحضورها -القضية الجنوبية- التابوهات والخطوط الحمراء من قبل أطراف النظام المفكك بفعل المبادرة وسقطت معها كل ( المقامات الوجاهية) للكثير ممن لايستطيع معه أحدا أن يقترب منهم فضلا أن يحاورهم ويعري أطروحاتهم القديمة التي هي حقوق مكتسبة لاينازعهم فيها أحد حتى على مستوى إسقاط أحقيتهم بالجلوس في المقاعد الأمامية. كل مخرجات المؤتمر صاغها وقاد لجانها في الغالب الجنوبيين المشاركين مع كل المكونات الحاضرة وكان للقضية الجنوبية فكرا وهاجسا وقعها عليهم وفرضت واقعا جديدا لايألفه النظام بكل أطرافه مما جعلهم يرفضونها بالمطلق وإن أبدوا موافقتهم العلنية عليها حتى يفلتوا من إي عقاب أممي ، حيث بالقضية الجنو بية ذاتهاو إمتدادات تأثيراتها المهمة التي أردتها تحت الوصاية الدولية والإشراف المباشر من قبل مندوبها . أنتهى المؤتمر وبدأت وتيرة الإحتقان تعود من جديد في محاولة من الجميع الإلتفاف على مخرجاته النهائية وعادت موجة العنف والأزمة من جديد ولعبت وتيرة البروز والحركة الشعبية بأكثر حدة من ذي قبل وقد حملت معها القضية الجنوبية دورها في التسريع بتفجير الصراع وعودة الإنقلاب على ماعرف حينها بالمبادرة ومخرجات الحوار وقد برز الحوثيون في هذا الصراع كمعادل جديد فعل من قبل بعض الأطراف بغية تصفية حساباته ضد خصومه وكانت القضية الجنوبية الورقة الرابحة له في تمثلات خطابه لتشاببها مع قضية صعدة ولتنصل الطرف المستحكم بالسلطة من القضية الجنوبية الذي كان خطابه يتماهى معها ويعتبرها من أولويات مهامه فأفقده المصداقية والتعاطف الكبير من قبل الأطراف بل تجاوزها لضربه كخصم بها وخروجه بسببها من اللعبة تماما . يتبع...

اكرم احمد باشكيل 2015/2/10م