مديرية الريدة وقصيعر..والتعيينات العشوائية الشطرنجية !
عبد الجبار الجريري
بالرغم من كل التغيرات السياسية والإدارية التي حصلت في البلاد،مازالت هناك بعض المديريات التي تعاني من عدم وصول هذه التغيرات إليها ،وعدم إحلال الربيع العربي عليها.
مديرية الريدة وقصيعر نموذجاً لهذه المديريات السقيمة والمصابة بداء التخبطات العشوائية في التعيينات الإدارية.
تعيش مديرية الريدة وقصيعر حالة إدارية مزرية تماماً، بسبب استمرار تلكم الشخصيات التي مازالت منذ سنين طوال جاثمة على صدرها بظلمها ودكتاتوريتها العمياءالمقيته،حيث أنه منذ مايقرب من 7سنوات مازالت تلك الوجوه التي شاخت وأشعلها الشيب هي من تدير المديرية،وتتصرف في كل مجالات الحياة الإدارية من تعيينات قائمة على أساس المحسوبية ، وفصل قائم على أختلاف الرؤى السياسية .
فلقد كان هؤلاءِ الأشخاص الذين يديرون المديرية في السابق ومازالوا يديرونها الآن ، واقفون في صف المخلوع صالح ،مما جعلهم يقتبسون شيئاً من فساده وظلمه,ويأخذوا عنه صفات ليست بالحميدة !
ولعل المضحك المبكي في آن واحد هو مايحصل في هذه المديرية من تعيين في قمة السذاجة والغباوة، فعلى سبيل المثال وليس الحصر يتم تعيين مدير البلدية مكان مدير الأشغال ومدير الأشغال مكان مدير البلدية، وكذلك مدير التربية مكان مدير المديرية والعكس صحيح!!
وهو أمراً في غاية السخافة والسماجة، فهم يستخدمون أسلوب لعبة الشطرنج التي يتم فيها تبديل قطعة مكان أختها وتحويل أخرى مكان أخرى،دون اللجوء إلى الأستعانة بقطع خارجية . إن مايحدث في مديرية الريدة وقصيعر من تعيينات ( عشوائية شطرنجية ) ، يجعلنا نشك في أن ثمة تغيير حدث في اليمن بعد سقوط النظام السابق، فلو كان هناك تغيير حصل بالفعل لماتُرٍك لهؤلاء المتنفذين أن يتصرفوا وفق أهوائهم الشيطانية ،ويتلاعبوا بمصير مديرية كاملة.
إن الواجب الإخلاقي الذي يمليه على السلطة المحلية التغيير الذي حدث في البلاد،والذي روي بدماء شهداء الحراك الجنوبي ومن ثمَ شهداء الثورة الشبابية في اليمن،هو أن تعيد النظر في أستمرار هؤلاءِ المتنفذين،وتعمل على إقالتهم جميعاً بدون أستثناء، لكي يحل مكانهم من هو أحسنهم للنفع العام،وأقدرهم على على تقديم الكثير لهذه المديرية المكبلة بسلاسل الفساد والمفسدين.
فحالة الإهمال التي تعيشها مديرية الريدة وقصيعر من قبل السلطة المحلية بالمحافظة أسهمت بشكل فعّال في توطيد ركائز الفساد في المديرية،وأعطت لهؤلاء المتنفذين متنفس من الوقت لتنفيذ مخططاتهم الشخصية على حساب المواطنين.فالناس في مديرية الريدة وقصيعر ياحضرة السلطة المحلية قد ضاقوا ذرعاً بهؤلاء المتنفذين ، وأصبحوا يترقبون كل صباح ومساء سماع نباء إقالة هذه العجائز الشمطاء ، وإحالتها إلى نفايات التقاعد ،ومزبلة العجزة ،حتى تنعم المديرية بالخير والأمن والأستقرار.