‘‘ باجعالة ‘‘ … بين سر الاختراع وسر والوفاة

2014-03-13 11:49

 

مدخل :

“لابـسـة ثوبها الأسود وفي ضبرة الهم

تـذكــر أيام فـيها الأُنس والسعـد شادي

 

والأســى غـيم خــيَّم والمساء ليل أبكم

والجبل محـتـبي بالصبر والبحر هادي

 

مادريت أيش صائر كل شيء قد تلعثم

من يجيب الإجابة حزن عَ الـكُـل بادي”

                                    الشاعر المبدع / سامي أنيس الكثيري

 

الموت مفردة تقف تحت عتبتها الرقاب خاضعة فلاتملك معها الا صفة التسليم بحكمها النهائي الملازم للمشيئة الربانية فقد خاطب الرب في علاه نبيه محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم بقوله (إنك ميت وإنهم ميتون ) كما قال الشاعر في حتمية قضاء الموت على الجميع :

 

كل ابن آدم وإن طالت سلامته   ××  يوم على آلة حدباء محمول

 

لقد ممرنا بتجارب الفقد مرارا وتكرارا ورزئنا بها على فترات متقطعة لفقد أعزاء علينا تمنينا أن لا نفتقدهم البتة لكنها إرادة الخالق ومشيئته في خلقه وكم يعز على الأمة في فقدها عالما أو شيخا أو مصلحا اجتماعيا أو أديبا أو شاعرا أو مبدعا مخترعا حينها يكون فداحة الفقد أعظم والرزيئة أثقل على الأمة بأجمعها ..!!

 

عن رحيل هذه القامات بكل مستوياتها نجد حضرموت لها نصيب الأسد في الفقد والموت الذي يلاحق الكثير منهم في وقت عصيب هي أحوج إليهم ويكون مستوى وقع الألم والحزن في أفول نجم في أوج عطا ئه الإبداعي كما فقدنا بالأمس المخترع المبدع / هاني باجعاله في لحظة كانت فيها الفاجعة أعظم ..!!

 

الفقيد له في جوانب الإبداع التقني الهندسي ماله وقد حمل في صدره وعقله مشاريع جما ربما تذهب أسرارها مع موته وغيابه عنا لكن السؤال الذي يلاحقنا وسيظل معنا نحن الأحياء هو ما سرهذا الموت الفجائي والسريع الذي أصاب فقيدنا ومخترعنا ..؟؟

 

لقد بحثت عن كل المواقع الناقلة للخبر ولم أجد إثارة أو لفت إنتباه يجعل القاريء يشتغل ذهنيا بسر البحث عن الأسباب للوفاة بشكلها المفاجيء والسريع طالما هو شخصية غير عادية ولها في مجال البحث العلمي مالها في الإختراع وقد تعاملت كل الوسائل الإعلامية مع تقديري لها والمحلية على وجه الخصوص بأن الأمر عادي جدا وهكذا أيضا السلطات المحلية ودفن سريعا على عجلة من أمر الجميع وكأنهم يوارون وراء سرا يجب أن يدفن معه ..!!

 

الناس في العالم أجمع يقفون عند كل صغيرة وكبيرة في حياة مبدعيهم وتكون محط أنظارهم وعنايتهم وهي ملكا للجميع حيث تنتقل من الشخصية الى العامة وتناقش أدق تفاصيل ما يعتريها من مشكلات وما يقف في طريقها من عثرات تتطلب معها أن تهيأ لها الأمور ومساعدتها في تجنبها والحفاظ عليها من كل مكروه فهل نكون نحن بمستوى الوعي هذا مع مبدعينا ..؟؟!!

 

سؤال لسنا بصدد الإجابة عليه بل والبحث عن أسرار التجاهل لهم وهو مشكلة بل معضلة مجتمعية جد خطير ويأخذني الأسى شخصيا بالتعاطي مع موت مبدع بهذه الطريقة وكأننا نتعاطى مع عابر سبيل للأسف الشديد فلا نجد من يناقش حياته ولا مماته ولاسر هذا الرحيل المبكر والفقد الذي هو خسارة وأمامنا ثلة من مبدعينا لايزالون ينالهم ذلك المستوى من التجاهل والصدود المجتمعي المخيف ..!!

 

رحم الله الفقيد المبدع / هاني با جعاله رحمة الأبرار وحفظ الله مبدعي أمتنا وجعلهم ذخرا لأمتهم ونفعنا وأياهم بهم لأوطانه .