أعرف مسبقاً، قبل أن أكتب، أن من لم ينتقد تصريح شائع الزنداني حول (حلّ الدولتين) سيُصنَّف إمّا أنه لا يفهم، أو أنه "إخونجي"، أو ضد قضية الجنوب! وقد يتطور الأمر – كالعادة – إلى التخوين.
لكننا سنقول رأينا بصراحتنا التي لا نقايضها بشيء، ولا نتحفّظ إلا على ما يمسّ قضية الجنوب بسوء.
أذكر أن شائع محسن كان رئيس الاتحاد الوطني العام لطلبة اليمن عام 1974، عندما كنا في بداية المرحلة الثانوية، وليس لي به معرفة شخصية. هذا الرجل أكاديمي، وكان محاضراً في جامعة عدن، وشغل العديد من المناصب السياسية والدبلوماسية خلال العقود الماضية.
شائع محسن لم يأتِ إلى الوظيفة من الشارع، بل من خلال خبرة كبيرة في العمل الأكاديمي والدبلوماسي، وكل كلمة يقولها يعرف معناها ومغزاها. وما قاله حول عدم وجود أي مقترح بـ(حلّ الدولتين في اليمن) حقيقي وصحيح.
هذه المفردة "حلّ الدولتين" لم نسمعها سابقاً لا من قيادات المجلس الانتقالي، ولا من "الشرعية"، ولا من المبعوث الأممي، ولا من قيادة التحالف العربي.
بل لم ترد في اتفاقات الرياض 1 و2 و3 و10، ولا عند تشكيل مجلس القيادة وشرعية الشراكة. فلماذا أُثيرت كل هذه الاتهامات ضد الوزير الزنداني؟
وبالمجمل، فإن هذا التصريح لا يُلغي مطالبة شعب الجنوب باستعادة دولته واستقلاله، سواء قاله الزنداني أو غيره، لكن الأمور لا تُؤخذ بهذا الشكل.
لقد سمعنا قبل تصريح الزنداني من قيادات أعلى منه أن الأولوية في الأزمة اليمنية هي القضاء على "الميليشيات الحوثية"، وهذه سياسة التحالف منذ بدء عاصفة الحزم.
ولم نسمع أن "حلّ الدولتين"، حتى بعد القضاء على الميليشيات الحوثية، مطروح كمقترح أو شرط من الانتقالي.
خفّفوا الزحمة، فالزنداني لم يقل غير الحقيقة، وإن قلتم غير ذلك فهاتوا أي وثيقة أو اتفاق أو تصريح لأي جهة رسمية تتحدث عن "حلّ الدولتين" في اليمن.
شعب الجنوب عازم على استعادة استقلاله ودولته على كامل ترابه، شاء من شاء وأبى من أبى.
دمتم على فهم الحقيقة كما هي، لا كما تريدون.