غباء قادة الجبهة القومية وربيبهم الزنداني

2025-11-07 07:55

 

يذكرنا موقف الزنداني، وزير الخارجية الحالي، بمواقف قيادات الجبهة القومية في الماضي. طرد الرئيس قحطان الشعبي عبدالفتاح والخامري والأشطل ونفاهم خارج الجنوب بسبب معارضتهم لدستور الهوية الجنوبية. غير أن قادة الجبهة القومية أصروا على عودتهم، وفعلاً عادوا فانقلبوا على قحطان وفيصل عبداللطيف وعلى قيادات الأمن والجيش الذين كان لهم الفضل في انتصار الثورة.

 

أعلن الانقلابيون عن مؤتمر "الخطوة التصحيحية" في يونيو 1969، بزعم أنهم صححوا الهوية اليمنية الجامعة. وبعد تمكن هؤلاء، إلى جانب محسن الشرجبي وبقية التيار اليمني في الجبهة القومية، خرج دستور الهوية اليمنية الواحدة للجنوب والشمال، مستغلين قلة الخبرة السياسية لبعض زملائهم وتأثير التيار القومي العربي في تلك الفترة.

 

اليوم نرى أن الزنداني ومن معه لا يستطيعون البقاء في الجنوب والتربع على أعلى المناصب السيادية إلا إذا تحالفوا مع مجموعة قيادية من الجنوبيين تساندهم. يتكرر الغباء بنفس الطريقة. قال والدي رحمه الله إن القيادات الشابة الجنوبية في الجبهة القومية التي كانت خارج السلطة كانت بعضها شاباً وجاهلاً، ووجّهت عداءها لقيادات الجيش والأمن المتعلمة المنتسبة للجبهة القومية، والذين مالت كفتهم للثورة ولولاهم لما انتصرت. وكان ذلك نتيجة تحريض مجموعات من الجحملية وحيّفان ودمث على هذه القيادات المتعلمة.

 

النتيجة كانت تصفية الأغلبية وسجن وتشريد البقية، فأصبح حكم الجنوب جاهزاً للهيمنة عبر لوبيات الجحملية وحيّفان ودمث. واستمرت المجازر ولم تنته حتى بعد الوحدة. فهل سيتكرر المشهد نفسه اليوم بدعم من بعض القيادات الجنوبية التي لا تدرك خطورة أفعالها، فتتمسك بمجرمي الجحملية وحيّفان ودمث وتترك محافظات الجنوب الشرقية وقادتها؟

 

إننا نكرر أخطاء محمد علي هيثم وعلي ناصر وعلي البيض وعلي شائع وعلي عنتر. هل نتعظ بتاريخنا كما تفعل الأمم؟ علينا أن نحوّل زلة الزنداني إلى حجة لفض الشراكة، لأن انقلاب الطرف اليمني يستدعي مراجعة وقف الشراكة لصالح شعبنا.

 

م. جمال باهرمز