كنا نعتقد أن شعب السودان قد أخذ الدروس والعبرة من نكبة اليمن وسوريا وليبيا وأنه سينأى بنفسه عن الحروب العبثية التي تديرها أجهزة مخابرات قذرة تعمل لتفتيت الوطن العربي وتحطيم قوته البشرية والعسكرية خدمة للمشروع الصهيوني الصاعد في المنطقة .. لكن للأسف وجدت تلك الأيادي القذرة بعض العملاء وتجار الحروب وغوغاء الشوارع لتمرير المؤامرة إلى السودان .
ما نشاهده اليوم من مجازر يندأ لها جبين البشرية وتقشعر منها جلود الحيوانات والم لا تتحمله الجبال ، هي نتاج الولوغ في العمالة والسير وراء أعداء الأمة لتنفيذ مخططاتهم .
نحن ننظر إلى شعب السودان كشعب عربي مسلم ، ولا ننظر لأي انتماء سياسي أو حزبي لحاكم او مسؤول أو معارض ، فكل هؤلاء عملاء للخارج كما هو موجود في اليمن وسوريا وليبيا والعراق وكل الوطن العربي اليوم .
ولايمكن لأي عربي او مسلم وهو يرى ما يحدث من إبادة وقتل بدم بارد أن يقف مع فئة ضد أخرى إلا أن يكون ساعي إلى إنهاء هذه المحرقة وحل مشكلة السودان .
حكومة البرهان ومليشيات الدعم السريع يقتلون شعب السودان تحت مبررات وشعارات كاذبة .
المواطن السوداني بحاجة إلى الأمن والأمان ، ولقمة عيش أو شربة ماء او علبة دواء وليس بحاجة إلى شعارات وتنفيذ أجندات معادية يقودها أمراء الحرب .
المشروع الصهيوني الصاعد بقوة في المنطقة بدعم أمريكا وحلفائها ، بعد أن وضعت كل ثقلها لتنفيذ مخطط ﴿ الشرق الأوسط الإسرائيلي ﴾ ! .
وما نشاهده اليوم في السودان هو إمتداد لتهيئة المنطقة لقبول الكيان الصهيوني قائد للشرق الأوسط الجديد .
لكن المهم في القضية كيف هو موقف الدول العربية ( الشقيقة ) تجاه ما يحصل في السودان ؟؟
الأنظمة العربية في الغالب مغلوب على أمرها بعد أن فقدت القرار و " السيادة " في خضم الربيع ' العبري ' الذي عصف بنصف الوطن العربي ودمر مقدراته .
ما نراه اليوم في الموقف الرسمي العربي تجاه السودان وشعبه لا يشرف أي عربي حر أو أي إنسان لديه ضمير حي .
السودان بحاجة إلى إنهاء هذه الجرائم بأي وسيلة كانت ومهما كانت ، وليس بحاجة إلى تصفية الحسابات والخلافات بين الدول على أرضه ، أو تنفيذ أجندات صهيوأمريكية امبريالية كبش الفداء فيها شعب السودان المظلوم .
من تآمر أو قدم دعم لفئة أو مليشيا لتقتل إنسان بغير حق في أي مكان في العالم فإنه محاسب بتلك النفس يوم يكون القاضي فيه رب العباد .. ﴿ وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ۚ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ ﴾ .
الدول العربية مطالبة بوقف نزيف الدم والتصفيات العرقية في السودان ، فإن لم تكن قادرة على منع الإبادة الجماعية عليها أن تكف شرها عن السودان وهو أضعف الإيمان .
الشعوب التي تتعرض للإبادة بحاجة إلى إيقاف شلال الدم قبل السلة الغذائية وإن كانت مهمة .. لكن الأولى وقف الإجرام المنظم في السودان وإحالة المجرمين إلى القضاء لينالوا جزائهم بما عملت أيديهم .
اللهم ارفع هذا الظلم عن شعب السودان والشعوب العربية المظلومة.. اللهم آمين .