الأخ عيدروس الزبيدي،

2025-11-01 18:08

 

ضرورة تقوية أداء المجلس الانتقالي شعبياً بين أوساط المواطنين. هذه الفترة مهمة للحوار بين المكونات الجنوبية والإسراع في احتواء القوى والشخصيات الوطنية.

 

المحافظات الشرقية من أبين وحتى المهرة وسقطرى تحتاج إلى اهتمام خاص فهي عمود الجنوب الذي لا يمكن الاستغناء عنه.

 

الابتعاد عن القضايا المهمة وعدم الالتحام بالشعب يفقد الانتقالي ورقة الشارع ويقلل من تعاطفه الشعبي الكبير.

 

بل يجب على الانتقالي أن يكون حاضراً بثقله التنظيمي ليجد إلى جانبه ثقلًا شعبياً.

 

أخي الرئيس، يجب التواصل مع الشخصيات والقوى الواقفة في المنتصف فهي القوة المؤثرة لاحقاً والتي بواسطتها قد تنحاز القوى الواقفة على الطرف المقابل للانتقالي.

 

تهميش تلك القوى والشخصيات الوازنة قد يجعلها، في غفلة منكم، واقفة مع الطرف النقيض، وهذا لا يسرّكم؛ فقد يفقد الجنوب أهم الرجال الذين سنحتاجهم في المراحل القادمة.

 

يجب استغلال الوقت لبناء مؤسسات الدولة الاقتصادية والعسكرية والخدمية في الواقع الذي تسيطرون عليه، حتى يكون نموذجاً لمناطق بعيدة لم تسيطروا عليها؛ فستأتي هي من تلقاء نفسها عندما ترى الإيجابيات واضحة.

 

لسنا في مرحلة الثورة، نحن في مرحلة بناء أسس الدولة. هل أنشأتم قاعدة بيانات للسكان والمساكن والموظفين؟ أنتم بحاجة إلى ذلك في هذه الفترة، فقد تجدون أنفسكم بلا قاعدة بيانات كشجرة هزتها رياح الخريف فسقطت أوراقها في انتظار الربيع لتكسوها من جديد.

 

أخي الرئيس، الجمود الذي يحيط بدوائر الانتقالي ووجود موظفين لا همّ لهم إلا استلام مرتباتهم، ونزع الوازع الوطني من قلوبهم، جعل حياتهم كسائح يأكل ويشرب ويتنزه.

 

إن كارثة هؤلاء حتماً ستلحق الأذى بالمجلس الانتقالي وتؤخره عن تحقيق هدفه.

 

أخي الرئيس، يؤسفني أن أقول لك إنك أنت الوحيد الذي يعمل، ويد واحدة لا تُصفق في ظل غياب الكثير من الأيدي.

 

هناك رجال يستحقون الثناء يعيشون في الظل، لكن أعمالهم أعمال رجال دولة؛ لا يظهرون في وسائل الإعلام، وهمهم إقامة دولة جنوبية، ورغم أن بعضهم غير مؤطر في الانتقالي فهم في السلطة المحلية مأمورين وموظفين، قطعوا على أنفسهم عهداً بضبط مناطقهم أمنياً واقتصادياً.

 

لا نريد أن يكون الانتقالي نسخة من المكونات الحراكية التي ماتت بموت هدفها، بل مظلة تجمع كل المكونات، ولن يتحقق ذلك إلا بالانفتاح عليهم جميعاً.

 

نصيحة ختامية، انظر لقواتك العسكرية من الدعم والإسناد والصاعقة والحزام الأمني: من يعذبهم في مرتباتهم؟ كيف صُرفت المرتبات لنصفهم بينما النصف الآخر لم تُصرف له؟ أليس هذا أسلوباً للتنفير؟

 

احمدوا الله أن تلك القوات ما زالت على عهدها ووعدها وولائها.

 

هناك مناطق في محافظة أبين تحتاج للدعم وتجنيد قوات منها للإمساك بزمام الأمور في المحفد ووادي عُمران ومودية ولودر والوضيع. ليس الضالعي ولا الصبيحي أو الردفاني والعدني واليافعي والحوشبي أدرى بتلك المناطق إلا أبناؤها. فأهل مكة أدرى بشعابها.

 

إنها أمنيات نتمنى أن تتحقق على كامل الرقعة الجنوبية؛ فمن حمل الهم فليحمل هم الجنوب كله وليس منطقة محددة.

 

والسلام،

 

محمد عكاشة