رسالة إلى المناضل محمد علي أحمد ورفاقه

2013-09-10 20:23

سيدي الكريم،، العالم كله يدرك ما تعرض له الشعب الجنوبي من نكسة في عام 1994م، ويدرك العالم ما يريده هذا الشعب، وسمعنا هذا من شخصيات مهمة غربية وغير غربية وقالوا: إنه إذا تم استفتاء شعب الجنوب سيختار الاستقلال وهذا اعتراف بأن شعب الجنوب أو غالبيته مع الاستقلال وكل قيادات وشعوب العالم يعلمون ذلك، وكما كانت تقول بعض الدول أنهم يعملون على دعم اليمن اقتصاديا وتوفير فرص عمل للشباب العاطلين لعل وعسى أن الجنوبيين سيتراجعون عن مطالبهم بالاستقلال وهذا قبل سنوات، واليوم يتحدثون عن إعادة المنهوبات وإعادة المسرّحين قسراً من السلك العسكري والمدني إلى وظائفهم وتعويضهم، ودستور جديد وحكم فيدرالي. وهم يدركون أيضا أن شعب الجنوب وصل إلى مرحلة يأس ومن المستحيل قبوله باستمرار هذا الوضع مهما كانت المغريات، وكل قيادات الجنوب تدرك هذا الأمر، وتحدث المبعوث الأممي إلى صنعاء جمال بن عمر عن دعم مادي للجنوب لجبر الضرر وهذا الموضوع لا يعني الشعب في الجنوب بقدر ما يعنيه استعادة الدولة، وهل من المعقول أن شهداء الجنوب ضحّوا بأنفسهم من أجل إن تدعم الأمم المتحدة الجمعيات الخيرية في الجنوب؟!.

 

والعجيب في الأمر إنه في جميع دول العالم وفي كل المراحل التاريخية تكون هناك قيادات لتوحيد صفوف الشعوب، إلا في الجنوب الملايين من الناس يطالبون أشخاص يعدون بعدد أصابع اليد الواحدة بتوحيد صفهم!!!.

 

أقولها بصراحة دون تردد وشعبنا الجنوبي يعلم ذلك أن قيادات الفريقين (ط ز) من أوصلتمونا إلى ما نحن عليه اليوم ولازلتم تعيشون بنفس العقلية القديمة التي نبذها وينبذها شعبنا، صحيح هناك حدثت بعض التنقلات بين الطرفين سواءً كانت هذه التنقلات بقناعة أو بغيرها ولكن المشهد يبيّن كذلك، والذي عليكم أن تعرفوه إن هذه الأفكار والأوهام لازالت في عقولكم أنتم القيادات فقط، وأن شعب الجنوب لم يفكّر يوماً بما تفكرون به، وهو كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر، إلا ما ندر.

 

وحسب اعتقادي أن غالبيتكم مع خيارات الشعب ولكنكم لم تتفقوا على من يقود هذه المسيرة، وإن كل فريق منكم لا يرضى أن يسيطر الفريق الآخر على المشهد وهذا ما نراه واضحاً وضوح الشمس.

 

سيدي الكريم أنت من أسرة عريقة ومناضلة ورجل يفتخر فيك كل شعب الجنوب لم ولن ينسى هذا الشعب الموقف التاريخي لك في عام 1994م رغم أنك كنت عنصر مهم في في فريق (ز) ولكن عندما دقت ساعة الصفر لم ترضَ على نفسك بالوقوف في المكان الخطأ فاخترت المكان الصحيح، وكونك قيادي محنك أعتقد أنك كنت تعرف نتيجة الحرب مسبقاً ولكنّك أردت فقط أن تسجل لنفسك ولأسرتك رصيد نضالي إضافي، ورغم طردك من وطنك وخسارتك للمزايا التي تحصّل عليها غيرك ممن باعوا الوطن والشعب من الفريقين، ورغم صدور حكم الإعدام فيك حينها ورغم كل الأوصاف التي كان النظام السابق الحالي ينعتكم فيها، وبعد هذا كله، وبعد مرور19 عاماً عاد محمد علي أحمد وأتمنى أنه يقف هذه المرّة أيضا في المكان الصحيح.

 

كما لا يخفى على سعادتكم أن البعض عاتبك على بعض الكلمات التي قلتها قبل فترة في مقابلتك مع قناة العربية والتي تخص شباب الثورة الجنوبية في عدن، وبعض التصريحات اللاحقة، ولكن عليك أن تعلم إذا كنت وغيرك من القيادات لكم مع بعضكم خلافات شخصية نطالبكم بتجاوزها حتى لا تؤثر هذه الخلافات على مسار الثورة أكثر مما أثّرت، أمّا إذا كنتم على خلاف مع المشروع الذي يطالب به غالبية شعب الجنوب فقد ارتكبتم خطأ تاريخيّا ستندمون عليه لأنكم ستكتشفون فيما بعد أنكم أخطأتم، وأنا أعتقد أن شخصية سياسية وعسكرية مثل سيادتكم لا يقع في مثل هذا الخطأ حتى وإن حاول البعض تمرير ذلك عليكم.

 

إن شعبنا اليوم لا يعتمد على أشخاص فهو يعتمد على مشروع وهدف تعرفونه جميعاً، ومن عمل على الوصول إلى هذا الهدف بأي طريقة "سلميّة" يراها فالشعب معه، التنافس الشريف بين القيادات ليس بالتصريحات أو بالوقوف ضد إرادة الشعب نكاية بهذا القائد أو ذاك ولكن بالمواقف الشجاعة وبما يتم تحقيقه على أرض الواقع، فشعب الجنوب سيحكم أخيراً على من عمل لصالحه أو ضده.

 

سيدي الكريم أتمنى لكم كمشاركين في مؤتمر الحوار إن تحققوا الهدف الذي يصبوا إليه الشعب الجنوبي والمتمثل في الاستقلال واستعادة الدولة، أمّا بالنسبة للهدف المعلن الذي أعلنه بعضكم منذ اليوم الأول وهو إيصال قضية الجنوب إلى العالم أعتقد أن رسالتكم وصلت، وقد أوصلها شعب الجنوب عبر ميادين الشرف والرجولة، وأوصلتموها أنتم عبر مؤتمر الحوار وكل الشعب الجنوبي شارك في ذلك كلاً من موقعه.

 

وما نود أن نقوله لكم اليوم في هذه الرسالة، هو إذا لم تصلوا إلى نتائج تلبي طموحات شعب الجنوب، أتمنى إن لا توقعوا على أي مخرجات تنتقص من حق شعب الجنوب في الاستقلال واستعادة الدولة، وذلك لأسباب كثيرة منها:

 

أولاً:  إن شعب الجنوب سيرفض أي نتائج تنتقص من حقه في الاستقلال التام والناجز وسينتفض ضدّها.

ثانياً:  حتى لا تكونوا شهود زور على حق شعب الجنوب في الحرية والاستقلال.

ثالثاً:  حتى لا تكونوا سبب أو عامل مساعد لضرب شعب الجنوب وثورته السلمية التي قد يقوم بها نظام صنعاء لاحقاً.

 

وإن حدث ما حذرنا منه آنفاً وتم جرّكم إلى القبول بأي حلول منقوصة ستكونون عرضة للانتقاد وأكثر من ذلك عند شعبكم للأسباب المذكورة أعلاه وغيرها، وعند الأطراف الدولية لأنكم لا تستطيعوا الوفاء بالتزاماتكم، ولا أعتقد أن قيادات من أمثالكم يستطيع الطرف الآخر إن يستخدمكم كوسيلة عبور إلى نقطة ما وهو  يدرك وأنتم تدركون إن النتائج ستكون غير مقبولة إذا انتقصت من حق شعب الجنوب في الاستقلال واستعادة الدولة، ونشكر لكم جهودكم التي بذلتموها وتبذلوها في سبيل قضية شعبكم ووطنكم، كما أننا ندرك الصعوبات التي تمرون فيها وحجم المؤامرات التي تحاك ضد قضية شعب الجنوب وضدكم.

 

وأدعو لكم بالتوفيق وثقتنا فيكم كبيرة بغض النظر عن الانتقادات التي نوجهه لكم ويوجهه لكم البعض لان العبرة بالخواتيم.

 

وفقكم الله وسدد على طريق الخير خطاكم

 

  والله من وراء القصد،،،

 

10 سبتمبر 2013م.