ردا على تصريح أحمد الصوفي بخصوص جريمة إعدام الجنود في حضرموت.

2014-08-10 16:11

 

تصريح أحمد الصوفي موجه ضد القيادات الجنوبية الموجودة في السلطة أكثر مما هو موجه ضد الحراك الجنوبي كحراك، ومحاولة القفز على الصراعات التي تعصف بالشمال وتجييش الشعب في الشمال ضد الشعب في الجنوب.

 

 

نحن لا نعيد كل ما حدث في الماضي وخصوصا منذ الأيام الأولى من عمر الوحدة التي يتغنّى بها كل أفاك أثيم، الجميع يعرف كيف تم التآمر على الجنوب والجنوبيين منذ عام 1990م إلى يومنا هذا، وكيف تم إعدام 150 كادر خلال فترة 3 سنوات من عمر الوحدة بعمليات إرهابية، وكيف تم تجنيد من يسمون بالمجاهدين في حرب 1994م والفتاوى التي صدرت بإبادة كل ما هو جنوبي، وكيف تم استخدام هؤلاء منذ عام 2007م وحاولوا بعدّة طرق إلصاق الإرهاب في الحراك تارة، ومحاولة الزج بالحراك لمواجهة هؤلاء في حرب طويلة الأمد بطريقة مدروسة وقذرة تارة أخرى، بالنسبة للمرحلة الماضية الجميع يعلم ما حدث فيها بالتفصيل.

 

ما يهمنا في هذا التحليل هو تصريح أحمد الصوفي، ومن وجهة نظري المتواضعة هذا التصريح ليس موجه ضد الحراك كحراك، لأن الصوفي ومن معه عملوا لسنوات بهذا الاتجاه وفشلوا وكان زعيمهم آنذاك بكل قواه العسكرية والسياسية والإعلامية، أماّ اليوم أصبح كل العالم يشيد بسلمية الحراك الذي اتخذ من النضال السلمي طريقاً لتحقيق هدفه منذ انطلاقته في 2007م وحتى اليوم بالرغم من القتل والإرهاب الذي يتعرض له الشعب في الجنوب كل يوم.

 

تصريح الصوفي هو تجييش لأبناء الشمال ضد القيادات الجنوبية الموجودة في السلطة وفي مقدمتهم الرئيس هادي، الذي يرى الصوفي بأنهم يزاحمونهم على المناصب، وكذا محاولة جعل الشعب في الشمال في مواجهة مع الشعب في الجنوب والقفز على كل صراعاتهم ومشاكلهم وجرائمهم الكبيرة التي بات العالم ينظر لها بأنها تشكل خطراً على العالم بأسره، وهذه الأسطوانة المشروخة عملوا عليها طول فترة حكم صالح، القيادات الشمالية تعمل ليلا ونهارا للاستفادة من كل الثغرات الأمنية والسياسية والاقتصادية التي يقومون بافتعالها هم لتجييرها ومحاولة تحميلها المسؤولين الجنوبيين، لأن نهجهم وطبعهم ونظامهم لا يقبل بأي جنوبي في السلطة حتى وأن كان يأتمر بأوامرهم.

 

التصريحات التي صدرت منذ أيام من بعض القيادات الشمالية هددت فيها بتسليم حضرموت للقاعدة واضحة، من قاموا بعملية الإعدام كان خطابهم واضح، رد جماعة الحوثي على الجريمة عبر ناطقها محمد عبد السلام واضح، لا مجال للشك بأن المواجهات شمالية - شمالية على أرض الجنوب، ولا مجال للشك بأن الخصوم السياسيين في صنعاء يجعلون من الجنوب ساحة لتصفية خلافاتهم في أكثر اﻷوقات ويروح ضحيتها الكثير من الأبرياء من المواطنين الجنوبيين وتدمير مساكنهم وخلق فوضى وعدم استقرار متعمد في الجنوب.

 

بالنسبة لي عندما قرأت هذا التصريح رثيت لحال الصوفي كأنه نام في كهف لمدّة الأربع السنوات الماضية ونهض من سباته على هذه الجريمة وأدلى بهذا التصريح الذي كان يردده قبل 2011م عند كل جريمة تحدث، اعتقد أن الصوفي سيقدّم اعتذاره عندما يقال له أن القيادة والأحزاب السياسية في اليمن قد اعترفوا بعدالة القضية الجنوبية وقدموا اعتذارهم عن كل الجرائم التي ارتكبها الغزاة بحق الشعب في الجنوب وبحضور العالم أجمع، وقد شهد القاصي والداني بسلمية الحراك الجنوبي، رغم أن الشعب في الجنوب خرج من أجل استعادة دولته وإعادة بناء مجدها، وليس من أجل ما سبق ذكره.

 

أخي العزيز أحمد الصوفي لم تتعلم مما حدث؟ ألم تعلم أن الشعب في الجنوب والشمال انتفض ضد هذه العقلية المريضة التي تتاجر بدماء ومعاناة الشعب؟ عودوا إلى رشدكم لان الاستخفاف بعقول الشعوب لن يمر ولن يطول.

 

أتمنى الخير لكل الشعب في الشمال والجنوب وأسأل الله إن يبعد عنا الفتن والمحن ما ظهر منها وما بطن.

والله من وراء القصد،،،

10 أغسطس 2014م.