الحراك الجنوبي بحر لا يقبل الأموات

2014-06-28 10:02

 

يجب أن لا نهوّل الأمور على الناس إذا ذهب فلان أو علّان إلى صنعاء أو عاد منها فهذا شيء طبيعي يحدث في كل الثورات ويحدث أكثر من ذلك، وثورة التحرير هي مسيرة تنطلق من نقطة الاحتلال إلى نقطة الاستقلال أي من النقطة (أ) إلى النقطة (ب)، وبالتأكيد هذه المسيرة ستلاقي الكثير من المعوقات والمؤامرات والدسائس لإجهاضها.

خلال هذه المسيرة تحدث أشياء كثيرة، إذا لم يكن الشعب التوّاق للحرية واعي لها فقد تربك أو تؤخر مسيرته، فخلال رحلة طويلة وشاقّة كـ مسيرة شعب الجنوب نحو التحرير والاستقلال لاقى وسيلاقي هذا الشعب الكثير من الصعوبات وهنا نتحدث عن بعض الصعوبات الداخلية فقط ومنها:

•      ستجد من يمشون بهذه المسيرة وأهدافهم تختلف عن هدف الشعب ويختلقون الكثير من الأزمات لغرض تشتيت المسيرة والتفرقة فيما بين الجماهير.

 

•      منهم من لا يمتلك النفس الطويل فقد يصل إلى مرحلة معينة ويتخلّف عن المسيرة.

 

•      منهم من يحاول في مرحلة معينة إقناع الجماهير بالتوقّف عن الزحف وعدم إكمال المسيرة للوصول إلى النقطة (ب) بحجج كثيرة تنسجها له الجهات التي يتعامل معها.

 

•      منهم من يصل به الحال حتى إلى حمل السلاح ضد أبناء جلدته لثنيهم عن مواصلة السير وقد حدث هذا في الماضي وقد يحدث مستقبلا.

فهذا كما قلنا يحدث في كثير من الثورات وعلى الشعب الجنوبي معرفة هذه الأمور والانتباه لها والتعامل معها بذكاء، وعدم إعطائها أكثر مما تستحق حتى لا تربك مسيرة الشعب وهو ما يريده هؤلاء المرجفون، والمطلوب منكم أيها الأحرار هو وضع الهدف المراد تحقيقه نصب أعينكم والتُقدّم نحوه بخطوات واثقة وبإرادة صلبة وثابتة، فطبيعة المسيرات تجد من يتخلّف عنها ومن يلتحق بها متأخراً ومن يختلق الإشكاليات أثناء السير لتشتيت المسيرة فهذا شأنهم، أنتم عليكم مواصلة السير دون الالتفات إلى مثل هذا الأمور والله سيبارك عملكم.

ما نقوله للتذكير فقط وإلا فإن معظم شعبنا يدركون ذلك وقد قطعوا مسافة طويلة باتجاه الهدف وتجاوزوا الكثير من المعوقات التي واجهتهم وقدّموا في سبيل ذلك المئات من الشهداء والجرحى والمعتقلين ولازالوا يقدّمون.

المثير هو أنه في الأيام الأخيرة بدأنا نلاحظ الكثير من الكتاب والمثقفين ومن الشباب في الداخل والخارج وعبر مواقع التواصل الاجتماعي كتاباتهم  كلها أو على الأقل معظمها تتحدث عن تحركات بعض الأشخاص من الجنوبيين وذهابهم إلى صنعاء، وتحوّلت الكتابات والمنشورات إلى جدل جنوبي - جنوبي وهذا مؤشر خطير وخاصة أنه بدأ من نخبة من الكتاب والمثقفين، أنا قرأت الكثير مما يُكتب من مقالات وما يصدر من تصريحات من بعض القيادات والنشطاء السياسيين كلها أو معظمها موجهة من طرف جنوبي إلى طرف جنوبي آخر وبطريقة منفّرة ومتبادلة، وقد يتّسع هذا الجدل ويتحوّل إلى صراع جنوبي - جنوبي وهذا ما لا نتمناه، كما نلاحظ أيضا بأن الإخوة  في الجانب الشمالي عندما أدركوا بأن الصراع بدأ يتحوّل إلى جنوبي - جنوبي خفّت حدّة تصريحاتهم وأسهم إعلامهم باتجاه الجنوب وبطريقة مدروسة بل إن البعض منهم أصبحت طريقة حديثهم وكتاباتهم استعطافية فيما يخص الجنوب، وهنا يجب على الكتاب والمثقفين والسياسيين توجيه أقلامهم وتصريحاتهم وأفعالهم إلى حيث ينبغي أن تتوجه.

خلاصة رسالتي هذه إلى شعب الجنوب صاحب المصلحة الحقيقية بأن لا يهمّكم من ذهب إلى صنعاء أو عاد منها فاكتشاف نوايا البعض تساعدكم في عملكم، وبالتأكيد خلال المسيرة ستظهر عوائق لم تكن بالحسبان بالنسبة للكثير من الشباب فلا تستغربوا ويجب إن تكونوا أكثر قوّة وصلابة وأرجو إن تكونوا أكثر تقربا إلى الله فهو من سيمدكم بقيادات نظيفة من أوساطكم وسيسخر لكم من يدعمكم ويساندكم، أما بخصوص من يطلقون عنهم القيادات المتساقطة فأن الله كشفهم وسيكشف الكثير إتباعا إذا كان هناك من لازال يتلاعب بمصيركم وهذا ليس إضعاف لمسيرتكم كما يصوره البعض بل سيزيدكم قوّة وتماسك، لأن الله سبحانه وتعالى أراد أن ينوركم ويخفف عنكم، كما أن حراككم السلمي المبارك بحر لا يقبل الأموات.

 

مبارك عليكم شهر رمضان وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال وأعاده الله علينا وعليكم بالخير والبركات.

والله من وراء القصد،،،

28 يونيو 2014م.