الجنوب في طريق العودة إذا أحسنت القيادة استغلال الفرص

2014-08-08 05:45

 

 

كل تصرفات قيادات الحراك الجنوبي طوال ثمان سنوات مضت من عمر الحراك لم تخدم قضية الجنوب بقدر الزخم الشعبي الكبير والإرادة الجمعية لشعب الجنوب في التحرير والاستقلال بل أضرّتها، وعملوا على تجزئة الشارع الجنوبي ولازالوا يعملون، وحسب ما نراه ونستشفّه فهم يريدون فعاليات مناسباتية وثورة إلى ما لا نهاية.

 

نحن لسنا من أصحاب النفس القصير ولا من المترددين أو ممن يبثّون الإحباط في نفوس الجماهير، ولكننا لا نرضى على أنفسنا بأن نرى من يرفع شعار التحرير والاستقلال ويعمل على المتاجرة والاستغلال، ونقولها بصوت واضح ومرتفع ونسمعها جماهير شعبنا، نقول لهم إذا كنتم تريدون التحرير والاستقلال عليكم بالبحث عن قيادات جديدة وواعية من بينكم، وتغيير النهج الإعلامي الذي تبنّته قيادات الحراك الحالية، والانفتاح على كل الجنوبيين المؤمنين بالقضية الجنوبية دون التنازل عن المطلب الأساسي للشعب.

 

كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن القادة الذين عادوا إلى صنعاء وأصبحت هذه العودة حديث الشارع الجنوبي وفي وسائل الإعلام المختلفة ومواقع الاتصال والتواصل كـ (الفيس بوك) وغيره، وهذا النهج معمول به منذ عام 2007م، كان ولا زال شغلنا الشاغل هو الإنسان الجنوبي ماذا يعمل؟ وكيف يعمل؟ وأين يذهب؟ ومتى يعود؟، والترصّد لأخطاء بعضنا البعض للترويج والتشهير، ونسينا هدفنا الأساسي الذي خرج الشعب من أجله وضحّى الشهداء والجرحى والمعتقلين في سبيل تحقيقه.

 

أنا شخصياً لا انتظر ولا أتوقع إن تأتي الحلول العادلة من باب اليمن، وإيماني ويقيني بأن انتصار القضية الجنوبية يكمن في وحدة الصف الجنوبي والتوافق على قيادة موحدة وإعلام موحد، ولا يمكن إن يكون ذلك إلا بجلوس القيادات المؤثرة الممثلة لمكونات الحراك الجنوبي على طاولة واحدة والاتفاق على السير بانتظام نحو الهدف الذي خرج الشعب من أجله، وطمأنة بعضهم بعضا، ومن ثم الاستفادة من القيادات الجنوبية الموجودة في السلطة، حسب حنكة قيادات الحراك التي يتم اختيارها.

 

أنا اعتقد إن القادة الذين ذهبوا إلى صنعاء مؤخراً سبق وأن عُرضت عليهم العودة أكثر من مرة في عهد الرئيس السابق صالح وعُرضت عليهم امتيازات كثيرة ومناصب رفيعة ولكنهم رفضوا ذلك وصمدوا إلى جانب شعبهم في الجنوب.

أمّا اليوم ومن وجهة نظر الذين ذهبوا إلى صنعاء على الأقل أن الأوضاع قد تغيّرت نوعاً ما ويحاولون لعل وعسى إن يعملوا شيئا أفضل من التمترس خلف كلمة لا يعنينا، وفي نظرهم بأن كلمة لا يعنينا لن تجلب للجنوب أي شيء، بل تجلب له الكثير من الويلات وقد يخسر شعبنا كل شيء.

 

نحن نريد من كل قيادات الحراك التقارب مع الرئيس هادي والتفاهم معه على مستقبل الجنوب، ويجب أن نستفيد من كل الفرص ومن أنصاف الفرص، فإذا فشلت قيادات الحراك الجنوبي  في إقناع إخوانهم الجنوبيين الموجودين في السلطة لمساعدة الشعب الجنوبي في الوصول إلى هدفه فكيف يستطيعون إقناع الدول والشعوب الأخرى ومراكز صنع القرار في العالم؟!!!.

 

نحن مع كل من يسعى للتقارب الجنوبي – الجنوبي، فمهما اختلفنا ومهما تحاربنا بالتالي إذا أردنا الانتصار لقضيتنا لابد من حدوث تقارب وتفاهم واتفاق، وندعو كل قيادات الحراك الوقوف إلى جانب الرئيس هادي وخصوصاً في هذه الظروف، وبطريقة منظّمة ومدروسة وحسب اتفاقيات معينة، ونتمنى أن لا يكون الوقوف مع الرئيس تنازلا عن الهدف الأساسي للشعب، وما نتمناه هو أن تستفيد قيادات الحراك من وجود هادي على هرم السلطة ويعملوا على تغيير مواقف الرئيس ورفاقه من الجنوبيين الموجودين في السلطة لصالح قضية شعب الجنوب.

 

وبالرغم من دعواتنا المتكررة لقيادات الحراك الوقوف إلى جانب الرئيس إلا أننا لا نريد ذهاب أفراد بصفتهم الشخصية فهذا لن يخدم قضيتنا، نريد كما أشرنا في المقال أعلاه إن يكون أولاً مؤتمر جنوبي جامع تتفق فيه فصائل الحراك على اختيار قيادة موحدة وبعدها يتم التواصل مع هادي والقيادات الجنوبية في صنعاء عبر القيادات التي يتم اختيارها للتفاهم والاتفاق على كيفية الخروج من النفق الذي أدخلونا فيه عام 1990م.

 

نحن اليوم أمام شعب الغالبية العظمى فيه تطالب بالتحرير والاستقلال ومستعد لدفع الغالي والنفيس في سبيل ذلك، وقد قضوا ثمان سنوات من عمر الثورة قدّموا خلالها أغلى التضحيات وضربوا أروع الأمثلة في النضال السلمي ولازالوا يقدّمون الشهيد تلو الآخر، وأمام سلطة في صنعاء على رأسها قيادات جنوبية، وأمام مجتمع إقليمي ودولي متفهّم لقضية الجنوب أكثر من أي وقت مضى، وأمام شمال مفكك ومتناحر ونتمنى لهم الأمن والسلام.

 

هل أصبح الوضع مهيأ أمام قيادات الحراك لاستعادة الدولة؟

وما هي الفرص التي ينتظرونها والتي يستطيعون من خلالها استعادة الدولة الجنوبية؟

 

أتمنى من كل القيادات الجنوبية إن يتنازلوا لبعضهم ويقبلوا يبعضهم من أجل الوطن والشعب، والذي يرى أنه لا يستطيع التقارب مع إخوانه عليه الاعتزال، لأن الأمور في النهاية سوف تنكشف وسيحاسبكم الله عمّا قريب وسيلعنكم الشعب والتاريخ.

والله من وراء القصد،،،

 

نقلاً عن صحيفة الحقيقة.