استهداف ممنهج للضباط الجنوبيين فاعلين ومتقاعدين

2013-09-08 11:18

 

 

 

 

كنا نقول ويقول بعض المراقبين إن استهداف الكوادر والضباط الجنوبيين البارزين خلال الفترة من عام 1990م إلى عام 1993م والذي راح ضحيتها أكثر من 150 شهيد جنوبي من خيرة الكوارد الجنوبية، بأنه بداية إعلان حرب أو تمهيداً للحرب وهو ما تم فعلاً في 1994م، وأمّا ما تلاها من اغتيالات وتسريح قسري لضباط وأفراد الجيش الجنوبي كانت تندرج تحت مسمى تصفية الحسابات والقضاء على الجيش الجنوبي والخوف من تلك القيادات بأن يقوموا في أي وقت بأي عمل ما خصوصاً بعد احتلال الجنوب، ومع مرور الوقت تراجعت قليلاً الاغتيالات لكوادر الجنوب، حتى ظهور الحراك الجنوبي عام 2007م، بدأ استهداف الكوادر الجنوبية من جديد وقد رأى المراقبين إن هذه الاغتيالات تستهدف القيادات المتعاطفة مع مطالب الجنوبيين كما يراها نظام صنعاء.

ويستمر مسلسل الاغتيالات وبعد 2011م افتحتت شهية القتلة وكان لم تمر أيام قليلة إلا ونسمع عن اغتيال ضابط أو أكثر هنا أو هناك في محافظات الجنوب وخصوصا في حضرموت وعدن وفي الأونة الأخيرة في لحج وكان لكل محافظة من محافظة الجنوب جميعها نصيباً من الإغتيالات، ويرى المحللين بأن هذه الاغتيالات عملية ممنهجة يقوم بها المتنفذين في صنعاء لإفراغ العقول الجنوبية وإفقار الجنوب من الكوادر، خاصة مع تنامي دعوات الاستقلال.

ولكن ما نراه اليوم هو استهداف من نوع آخر للضباط المتقاعدين فقبل أيام تم اغتيال العقيد المنصوري داخل باحة منزله في يافع، وقبل أمس تم إغتيال العقيد السلامي في الحوطة عاصمة محافظة لحج وقبلهم الكثير، (وأنا أكتب هذا المقال ورد خبر باغتيال ضابط في المخابرات بمحافظة حضرموت وهو العقيد عمر ربيع بن عمرو)، ماذا نفسّر عمليات اغتيال الضباط المتقاعدين أنا اعتقد إن النقاط الـ 20 والـ 11 التي أقرتها اللجنة التنظيمة للحوار اليمني والتي تشمل إعاده المسرحين قسراً من الضباط والأفراد الجنوبيين إلى وظائفهم وتعويضهم التعويض العادل عن السنوات الماضية التي حرموا فيها مرتباتهم وحقوقهم، وتعويض ممن لا يستطع العودة إلى العمل لأي سبب كان، ولعجز السلطة في صنعاء عن دفع تلك التعويضات، والخوف من بعض القيادات التي قد تكون عودتهم مؤثرة على المتنفذين في صنعاء، ولخبرة تلك القيادات في المجال العسكري قد يكون لهم بصمة في أي مواجهات قادمة إذا فُرضت على الجنوبيين المواجهة، أو إن يكون لهؤلاء القادة بصمة في تأسيس جيش جنوبي قوي بعد الاستقلال، عمدت تلك العصابات التي لا تريد الخير للجنوب على تصفيتهم والتخلص منهم، وإلا ما هو السبب الذي يدفع أي جهة إلى اغتيال ضابط متقاعد في باحة منزله بقرية نائية، أو في أي مدينة من المدن الجنوبية وهو في العقد السابع من العمر، في الوقت الذي لا يمتلك أي فرد من الجنوبيين التأثير على صنع القرار في صنعاء حتى ممن هم في هرم السلطة فكيف بضابط متقاعد وهو في سن متقدّم، لم نجد أي تفسير لتلك الاغتيالات إلا ما ذكر أعلاه.

 

وأتمنى من الله العلي القدير إن يصلح أحوالنا وأحوال جميع المسلمين.

 

07 سبتمبر 2013م.