" التعليم هو الحل " مفتاح الحل الحقيقي لكل مشاكلنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية بالتعليم والعلم ، فالمأساة التي نعيشها في الحوار الوطني التي تناقش لجانه وفرقه كل شيء في العالم ، إلا التعليم الذي تعتبره ترفا تنزه ألسنتها ونقاشتها عنه .
سجلت اليمن للعالم الثالث على التوالي تراجيديا مضحكة في نسبة النجاح في التعليم الأساسي والثانوي ؛ أرقام فكلية خرافية في نسبة الأوائل بالجمهورية والمحافظات ، والتي تذكرنا بنتائج الانتخابات والاستفتاءات العربية سيئة الصيت . تلك النتائج تحققت كما هو معروف بالغش والنقل والتسهيلات السياسية والتوافقية لإنهاء التعليم وقتله .
مئات الشهادات التي حملت وصم الأوائل في الجمهورية والمحافظات هي شهادات مزورة مثل العملة التي إذا طبعت بإعداد كبيرة تفقد قيمتها ، فالشهادة الممنوحة في اليمن لا تصرف إلا داخليا ، ولا يكون لها وزنا في الخارج .
وإذا أردنا التعرف كيف تطبخ صناعة الأوائل في المركز والمحافظات ، فإننا سنجد العجب العجاب تبدءا صناعة عملية الأوائل من أعمال السنة التي ترفع من المحافظات إلى المركز ، وهي تمثل نسبة 20% من النتيجة العامة ، وهنا يتول المركز خيوط اللعبة ، فيهب للطلاب والمحافظة المراد خدمتها الدرجة الكاملة وتعطي للآخرين بنسب متحكم فيها للتغير نسبة النتيجة العامة ، كما أن الإجابة النموذجية لا تصل فوار إلى الفروع ، ويتم التصحيح في المحافظات على أساس الإجابة شبه النموذجية ، بينما يعتمد المركز على الإجابة النموذجية المتوافق عليها لإعطاء الدرجات أو منعها وبهذه الطريقة يتم التلاعب بالطلاب والمحافظات في نسبة الأوائل .
صناعة الامتحانات صناعة ضخمة تشترك فيها مؤسسات وتقوم على فكرة المقاولة وتكليف المحاسيب ، فهناك تجار ومقاولين تسلم لهم امتحانات بعض المحافظات ، وما يتبعها من مذكرات وملحقات وإجابات نموذجية يتم تسويقها والتجارة بها . فتجارة الأوائل في الجمهورية مرتبطة أيضا بالتعليم الجامعي والمنح والبعثات التعليمية التي تقوم في الأساس على نسبة النجاح في الثانوية العامة مع اعتبارات ضعيفة لامتحان القبول الذي يعطي الطالب نسبة قليلة لدخول الجامعات والتقدم للمنح والبعثات الدراسية .
فلا تتعجب صديقي بان ترى طلابا يدخلون كليات الطب وكليات علمية ، وهم لا يملكون ابسط مقومات المعرفة والعلم .
لقد تم التأمر على العملية التعليمية في مهدها حيث أثقل المنهج بالمواد الدينية التي تشكل عبئا على الطالب تحت شعار التدين وخدمة الإسلام ، مع العلم أن المنهج الديني قام على أساس محاصصة سياسية وتوافق وليس على أساس علمي ومنهجي ، كما تم حذف وإلغاء مواد التي تطور المهارات الخاصة كالرسم والفنية ويدرس الطالب مادة الانجليزي بعد أن يشتعل الشيب في رأسه ؟! ، انه استثمار للجهل والفقر لنكون تربة خصبة للصراعات السياسية والدينية والاجتماعية ؟! .