من يشتري منا وطناً ويبتاع الصراع؟؟

2024-08-25 21:26

 

 (شحاته) هل كان من الافضل لنا اختيار سبيل التطور الاجتماعي؟ ام اختيار طريق التطور الثوري؟ في الاول يحدث التطور بهدوء وعلى خطوات على بنيان راسخة متينة منذ القدم.. وفي الثاني انقلاب علئ كل موروث الماضي وتراثه واستحداث بناء جديد مختلف؟؟ 

   هذا سؤال الاخرين ولاجواب له عندي. !!

كان زمننا الاول شحيح العطاء وفقير.. لكنه كان مستقراً في بيوتنا القاعية المكونة من الدارة والمخزن وياقلب لا تحزن.. المقتنيات الاثيرة كانت توضع على رف خشبي يثبت على الجدار في مخزن الاستقبال.. وكما يذكر القدامى كانت تلك المقتنيات مكونة من كاسات الشرب وفناجين القهوة والمكاحل.. ولا توجد تحف او آثاريات.. يمر في الشارع بائع الايسكريم محملاً على كتفه دبة معدنية بداخلها بضاعته.. ويمر بائع الاقمشة ليعرض تجارته على سيدات البيت.. ويمر الصياد : باغه طري.. باغه طري.. تأتيك الاسواق لكي لاتذهب اليها. !!

   هناك نوع من الشحاتة الاحترافية منتشرة علناً لكن الشحاتة الباطنية كانت مختفية.. الكل يشحتون منذ القدم.. سلوك سابق اخذ طريقه ووصل الينا.. كان الشعراء يشحتون الخلفاء مقابل قصائد مديحهم.. وحتى قبل ذلك في الجاهلية كان الشاعر يشحت مقابل المديح او الهجاء.. سلوك متأصل اخذ طريقه ووصل الينا.. القبايل والرعية عموماً يشحتون الشيخ او الامير او السلطان اما ارتزاقاً لمعاركه او للاشيء.. والشيخ والامير والسلطان بدوره يشحت من المقيم البريطاني مقابل زعامته. !! ولما افلس المقيم البريطاني ترك كل شيء واتجه بدوره للشحاتة من سيد العالم الجديد : الاميركي. !!

  وتشتت شمل الشيخ والامير والسلطان.. وجاء دور الزعيم الوطني الثوري.. ولكي يقوم بدوره في تلبية احتياجات الشحاتة الاجتماعية.. استعان بالصديق الصدوق لتثبيت نظام حكمه الى ان ذهب الصديق الصدوق الى حيث القت رحلها ام قشعم. !! وتفرقت سبل الحاكم الثوري وفقد زمام امره... لكن شعبه كان قد ادمن الشحاتة التي تحولت الى امر مزمن... فراح يمد يده للقاصي وللداني.. وعلى بابك ياكريم. !!

  من يشتري منا وطناً ويبتاع الصراع؟؟ 

  من شب على شيء شاب عليه. !!

  ولا احد يقول للجمل در.. لأن عينه اكبر