من يحمي السلام والعدالة في العالم؟

2022-03-12 18:04

 

السّلام نعمة من نعم الله للبشريّة، أما الحروبَ والعنف فهي لعنةٌ على الإنسانية. فالسّلام هو المحبّة والتّعايش، والحروب هي العِداء والتّفرقة والكراهية.

فالحرب نقيض السّلام أجهَدت على مرّ الزّمان شعوب الأرض كلّها، أما السلام الحقيقي يحقق العدالة والأمن والاستقرار والتنمية والعيش المشترك.

كل الديانات السماوية والقيم الإنسانية تدعونا إلى السلام والحياة، إما العدو الحقيقي للسلام هي الحروب أكانت باسلحتها التقليدية الحديثة أو بأسلحة التدمير الشامل. ما يحدث في عالم اليوم يشكل خطر على مصير البشرية أجمع، وهو ما يثبت خطورة تفرد الغرب بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية بقيادة العالم. مما أدى إلى اختلال التوازن وفرض سياسات الإملاء للقطب الواحد.

 

والسؤال.. لماذا لم تبذل الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي مزيدا من الجهد لوضع حد للصراعات في سوريا والعراق وأفريقيا والسودان وليبيا واليمن ؟

لماذا فشل مجلس الامن الدولي في حماية حقوق الإنسان وحق تقرير مصير الشعوب، وتطبيق القرارات الدولية بشأن القضية الفلسطينية؟.

ما نراه ان القوانين الدولية تم صياغتها والتوافق عليها فقط على الورق، ولكن عند الفعل يتم تطبيق قانون الغاب الذي تفرضه الدول العظمى لتحقيق مصالحها ولو بقوتها العسكرية.

 

ما يمر به العالم هذه الأيام جراء الأزمة الأوكرانية الروسية يحمل نذر مواجهات خطيرة تهدد الأمن والسلم الدوليين، وخاصة بعد منع أميركا والغرب أي دور للدبلوماسية المحايدة واتباع سياسة صب الزيت على النار.

 

أن الهدف الأسمى الذي يتطلع إليه العالم هو وقف هذه الحرب وجلوس أطراف الصراع إلى طاولة المفاوضات وحل الأزمة سلمياً، ولن يتم ذلك إلا بإحترام مصالح كل بلد.

 

لقد أوضحت المناقشات التي تمت في الجمعية العامة للأمم المتحدة أن غالبية دول العالم المحبة للسلام تدعوا إلى ضرورة العمل على وقف الحرب تمهيداً لحل سياسي تفاوضي يكفل حقوق الجميع وحماية الأمن القومي للبلدين الجارين وفق القانون الدولي وفي الوقت نفسه يضمن لمواطني البلدين الشقيقين العيش بسلام وأمان وحياة كريمة ويقي العالم من أزمات إنسانية متجددة كارثية هو في غنى عنها.

من واقع مسرح الأحداث نرى أننا أمام حرب مساراتها طويلة، طالما أن أطراف النزاع لا تريد الجلوس والتفاوض والاستماع إلى صوت العقل والحكمة وتقديم التنازلات لصالح السلام بعيدا عن التكتلات والإملاءات الخارجية.

 

ختاما.. الجميع يطمح إلى السّلام الذي يستجيب للآمال وأُلامنيات، بما يؤمِّن للجميع حياةً كريمة دون خوفٍ من التدمير والأسلحة النوويّة، فهذه الحروب تُقلق الانسانية، وتقضي على أجيال المستقبل، وتهدم المُنشآت والحضارات والإرث التاريخيّ للأوطان، وخير مثال للبشرية ما احدثته قنبلتي هيروشيما ونازاكي من ضحايا وأضرار على الإنسان والطبيعة نتائجها مستمرة حتى يومنا هذا.

*- سفير جنوبي سابق في الرياض وموسكو