الحرب في اليمن لاتزال مستعرة رغم التمديد الثالث لاتفاق الهدنة بين الأطراف المتحاربة. فحالة الحرب لا تزال قائمة رغم التدخل الاقليمي والدولي والمساعي لاقناع الطرفين بالتوقف عن الحرب ولو كحالة انسانية، والدخول في مفاوضات جادة للتوصل الى حل شامل ونهائي . الا ان النتيجة من تلك التحركات السياسية والدبلوماسية لم تجدي نفعا، ولم تؤدي الى التوصل إلى أية نتائج على الأرض، هذا ما يعطي انطباع بان تلك الجهود ما هي الا مساعي غير ذو جدوى لايجاد الحل الحاسم، وكأن لسان حالهم يقول “اتركوا اليمن يحترب، ففي الحرب تكمن مصالحنا وتتحقق أهدافنا”.
ان على المجتمع الاقليمي والدولي ان لا ينسى ان الشعب اليمني هو من يدفع ثمن استمرار الحرب من دماء أبنائه، وهو من يعاني من ما يترتب على الحرب من خراب ونهب ثرواته.. نحن على يقين من ان الحرب اليمنية مرتبطة بازمات المحاور الإقليمية والدولية أبرزها الاتفاق النووي الايراني الغربي، واستكمال تطبيع العلاقات العربية الإسرائيلية. هذا ما يعيق حل الازمة اليمنية، بانتظار حل تلك الازمات الاقليمية والدولية.
ما نلمسه اليوم هو أن البيانات التي تصدر من المجتمع الدولي ما هي إلا حبراً على ورق، لأنها تفتقد للخلفية الصادقة وللآلية التنفيذية الفاعلة، بمثل ما كان عليه الموقف الدولي لحسم الحرب اليوغسلافية في تسعينيات القرن الماضي . اننا نتطلع الى دور فاعل وقوي من المجتمع الأوربي وصولا إلى حل سياسي يراعي الأمر الواقع على الأرض وتوازنات القوى السياسية والعسكرية الفاعلة، وعدم تجاهل حقيقة وجود دولتان، احداهما في الشمال والثانية في الجنوب.
أما على الأرض فان المليشيات تعتبر الهدنة مجرد استراحة مقاتل، للتهيئة والاعداد والتحشيد لحرب قادمه. هذا ما يدل على إن النار ما زالت تلعج تحت الرماد، بانتظار من يشبها باتجاه الجنوب، وان حدث ذلك فالكارثة افضع، وستمتد اثارها لتهدد امن وسلامة ليس اراضي الجنوب فحسب بل ودول الجوار من حولنا .
خلاصة القول .. هناك تقارير دولية تشير الى ان مصالح قوى النفوذ الدولية والفاعلين الاقليميين والدوليين في الحرب اليمنية، تزايدت تقاطعاتها، وبالتالي توسعت الخلافات فيما بينهم، والنتيجة هي امكانية ان تندلع الحرب في اي لحظة فيما بينهم، وفي هذه المرة بشكل مباشر وعلني، لتغطي الممرات الدولية في خليج عدن والبحر الأحمر، كامتداد للصراع المستعر من البحر الأسود ( الحرب الاوكرانية الروسية) وصولا إلى البحر الاحمر.